دور الـ 8 بين فرحة الفوز وحسرة الهزيمة «الخروج المؤلم» – أخبار السعودية – كورا نيو

تتجه أنظار الجماهير الرياضية يومي «الجمعة والسبت»، صوب مباريات دور الثمانية من مسابقة كأس الملك السعودي للموسم الرياضي الحالي، التي تشهد تواجد (الهلال والاتحاد والأهلي والشباب والفتح والقادسية والخلود والخليج)، إذ تعيش الجماهير حالة من التوتر الحميد؛ خوفاً من تعرُّض فريقها للهزيمة والخروج المؤلم والمر من التصفيات.
ورأى الاستشاري النفسي المهتم بالشأن الرياضي الدكتور عبدالعزيز صالح لـ«عكاظ»: بلوغ الفرق المنافسة إلى دور الثمانية من كأس الملك يمثِّل مرحلة حساسة تزداد فيها مستويات التركيز والمسؤولية؛ نظراً لاقتراب الأندية من مربع الذهب، ومن ثم الاقتراب أكثر من الحلم الأغلى، إذ إن هذه المرحلة تبرز قدرة الفرق المتأهلة على التعامل مع ضغط المنافسة، وتكشف الفوارق الحقيقية بين الفرق التي تمتلك شخصية البطولات، وتلك التي تتأثر نفسياً مع تصاعد الأدوار.
وأشار إلى أن الوضع النفسي للجماهير قبل المباريات غالباً ما يكون أكثر توتراً من اللاعبين أنفسهم، إذ يعيشون حالة من الانغماس العاطفي الشديد، فالجماهير تستبق الأحداث بمشاعر الخوف أو الثقة المفرطة، بينما يتعامل اللاعبون مع مجريات المباراة لحظة بلحظة ويتحركون داخل الملعب بناءً على خطط واضحة وتوجيهات فنية تجعلهم أكثر قدرة على التحكم في انفعالاتهم، وهذا ما يخفف التوتر لديهم مقارنة بالجمهور.
الحفاظ على اللقب
وحول مخاوف الجماهير من الهزيمة، خصوصاً جماهير الاتحاد الذي يسعى بكل طاقته وجهوده للحفاظ على اللقب.
يواصل د.صالح: «هذه المخاوف طبيعية ومنطقية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بتاريخ النادي وتطلعاته والضغوط المرتبطة بلقب كبير مثل كأس الملك، أما الجماهير الاتحادية فهي لا شك تتشبث بالإنجاز الأخير وترغب في تكراره، ما يجعلها أكثر حساسية تجاه أي تراجع في الأداء أو نتيجة غير مرضية».
وعن المدربين وخططهم الفنية في هذه المرحلة أضاف: «المدربون سيركزون على تقليل الأخطاء أكثر من البحث عن الاستعراض الهجومي؛ لأن الخروج في هذا الدور يعتبر خسارة مؤلمة وتحديداً للجماهير؛ لذلك نجد أن أغلب المدربين يعتمدون على توازن الخطوط، وإغلاق المساحات، والحرص على إدارة المباراة بذكاء، خصوصاً عندما تكون هوية المنافس قوية أو مقاربة فنياً».
صراع نفسي
وحول وصول اللقاء إلى ضربات الترجيح في حال التعادل مضى د.صالح قائلاً: «عندما تصل المباريات إلى ركلات الترجيح، فإن الأمر عند اللاعبين يتحول إلى صراع نفسي بحت، إذ تتساوى القدرات الفنية ويتفوّق اللاعب الأكثر هدوءاً وتركيزاً، ونجد أن بعض اللاعبين يستجيبون لضغط الجماهير أو رهبة اللحظة، بينما ينجح آخرون في التعامل معها عبر تقنيات التنفس العميق وإعادة التركيز الذهني، ولا يختلف الحال عند حراس المرمى، إذ تتجه الأنظار إليهم كثيراً في سبيل صد الضربات وتحقيق الفوز للفريق».
وفي ختام حديثه يوجّه د.صالح بعض النصائح للجماهير وهي: «دعم الفريق بكل أشكاله، سواء من خلال الحضور إلى الملعب أو توجيه الرسائل الإيجابية عبر المنصات المختلفة، فالطاقات الإيجابية للجمهور تنعكس مباشرة على أداء اللاعبين، تعزيز الثقة بالفريق وعدم الاستسلام لمشاعر الخوف؛ لأن كرة القدم لعبة احتمالات، والفريق الأكثر هدوءاً وإيماناً بقدراته هو من يعبر المراحل الصعبة ويصل إلى التتويج بأغلى الكؤوس والألقاب».
المصدر : وكالات



