ذهب المحيط يرسم ملامح صراع المستقبل.. من يفوز بالـ20 مليون طن؟ – أخبار السعودية – كورا نيو

في كشف يجمع بين الخيال العلمي والأسطورة القديمة، أعلنت صحيفة «الكرونيستا» المكسيكية أضخم احتياطي ذهب يُعرف في تاريخ البشرية، يقدر بنحو 20 مليون طن، مختبئاً مذاباً في أعماق المحيطات حول العالم.
وأثار التقرير، الذي اعتمد على بيانات حديثة من وكالة «ناسا» الأمريكية، موجة من الدهشة والجدل العالمي، حيث يُقدر قيمة هذا الكنز الهائل بنحو 2.13 كوادريليون دولار أمريكي (أي 2,130 تريليون دولار)، أي ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي بأكمله مئات المرات.
ومع ذلك، يظل هذا الثراء «كنزاً ملعوناً» بسبب التحديات العلمية والتكنولوجية التي تجعله غير قابل للاستخراج حالياً، ما دفع شركات التعدين الكبرى وحكومات إلى إعادة حساباتها الاستراتيجية.
جزء أساسي من تركيبة المحيط
الكشف، الذي وصفته «الكرونيستا» بأنه «أشبه بالأساطير»، لم يأتِ من مناجم برية نائية، بل من تحليلات ناسا المتقدمة باستخدام الأقمار الصناعية والعينات البحرية، حيث يوجد الذهب مذاباً في مياه البحار بتركيز ضئيل للغاية.
وقالت الدكتورة سارة غرين، عالمة جيولوجيا بحرية في ناسا، في تصريح نقلته الصحيفة: «هذا الذهب ليس كنزاً مخفياً تحت الرمال، بل جزء أساسي من تركيبة المحيط نفسه، ناتج عن عمليات جيولوجية قديمة في قشرة الأرض، إنه يمثل 99% من الذهب المتاح على الكوكب، لكنه يتطلب تقنيات لم نطورها بعد».
وأضافت أن هذا الاحتياطي يفوق كل الذهب الذي استخرجته البشرية عبر التاريخ، الذي لم يتجاوز 200 ألف طن، ويتركز بشكل أكبر في الرواسب الحرارية الساخنة قرب السلاسل الجبلية البحرية.
تحركات لاستخراج ذهب المحيطات
ومع انتشار التقرير عبر وسائل الإعلام العالمية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2.5% في الأسواق الأوروبية صباح اليوم، بينما أعلنت شركة «ريو تينتو» الأسترالية تخصيص 300 مليون دولار لأبحاث الاستخراج البحري، ودعت الصين – أكبر منتج للذهب – إلى عقد قمة دولية لتنظيم «التعدين المستدام في المحيطات».
وفي المكسيك، أثارت الصحيفة نقاشاً حاداً حول إمكانية الاستفادة من هذا الكنز لدعم الاقتصادات الناشئة، لكن الخبراء يحذرون من المخاطر البيئية الكارثية، مثل تلوث المحيطات أو اضطراب التوازن البيئي، إذا تم الاستخراج على نطاق واسع.
كنز أسطوري يصعب استخراجه
ويعود اكتشاف الذهب في مياه البحار إلى عام 1872، عندما أثبته الكيميائي البريطاني إدوارد سونستاد، لكنه أصبح «كنزاً أسطورياً» في القرن العشرين مع تقديرات الإدارة الوطنية للمحيطات الأمريكية وناسا في السبعينات، التي حددت الكمية بنحو 20 مليون طن، ناتجة عن ثورانات بركانية تحت الماء وتآكل الصخور الغنية بالمعادن.
وتاريخياً، شهدت محاولات سابقة فشلاً ذريعاً، مثل تلك التي قادها الواعظ الأمريكي فورد جيرنيغان في أواخر القرن التاسع عشر، الذي جمع مليون دولار من المستثمرين قبل أن يختفي مع الأموال، ما جعل «ذهب البحار» رمزاً للاحتيال.
المصدر : وكالات



