أخبار العالم

شعرة متحرشة – أخبار السعودية – كورا نيو



•• جاءني باثاً شكواه الخجولة التي جللت رأسه المثقل بزيف الأوهام.. صوته المتهدِّج الكثيف شقَّ صمت المكان حتى كاد أن يصمَّ أذناي.. وتكدُسُ عواؤه ملأ روحه بالرماد فتحوَّلت حياته إلى تيه جارف.. وجنون صدره أربكه وأحاله إلى إنسان شرس بامتياز.. فأوجاع الزمان المجتمعة حوله زلزلت تفكيره بأقفال ليس لها مفاتيح.. وخيالاته المتبعثرة أشعلت حريقاً داخل أعماقه فعيَّشته في عزلة لا تنتهِ.

•• صديقي البائس؛ الحياة تحتاج إلى مشربية تطل على التفاؤل.. تحتاج إلى دم في العروق يزيِّن العيون ويقرِّب المسافات والأزمة.. تحتاج إلى خصال النبل وملامح الجمال تحوِّل العذابات إلى متعة.. تحتاج إلى من يعشقها حتى الثمالة بمزاج صافي النسمة والعذوبة.. تحتاج إلى من ينغِّمها بعمق مشاعر ومخزن حكايات لا ينضب.. تحتاج إلى تواصل حميم مباشر عالي الهامة مع أزهى ألوان الفرحة.

•• إنهم «أموات الحياة» الذين لا يملكون سوى الاستياء بلغة ميتة.. هؤلاء هم «رديئو البكاء» الذين يصولون ويجلون في ساحات الوجع المزركش بالألم.. هم ذوو الأرواح الصدئة الرافضين لوهج الحياة وصيرورتها، وكأن شعرة تتحرش في بلعومهم.. قلوبهم تحوَّلت إلى سطح محروق لا تولد فيه الأحلام، إنما مكان لخلق التعاسة.. مروا على الحياة مرور الكرام فلم ينجوا من عقوبة استمرار العيش البائس.

•• تلك الغيوم السوداء الحاملة بالخوف والبكاء؛ تُبقي رائحة صاحبها باقية في الهواء.. وتلك المرارة المتمردة المُميعة للحياة؛ تصلِّب شرايينه وتسدها.. فمن يرى الألوان لوناً واحداً تنمو مسيرته على ضفاف الخوف.. ومن تزداد عليه رطوبة الوجع يضع حياته في سلة إعادة التدوير.. ومن يسخر من زمن يعيش فيه؛ سوف يتلذذ بإذلال ذاته ويستمتع بإهانتها.. أولئك المازوخيون الذين يجدون في الألم لذة.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى