صديقك من عزمك – أخبار السعودية – كورا نيو

قال حكيم قديم -ما عرفنا اسمه ولا لحقنا زمانه-:
(الصاحب وقت الضيق، مثل الظل وقت الغروب، يظل معك لين تغيب الشمس).
والحقيقة يا جماعة الخير أن الصداقة ليست مجرد علاقة عابرة، الصداقة رباط مُقدس يجمع الناس (بعضهم بكُلهم)، فهي مرآة واقعية تُريك عيوبك وقد تضحك معك عليها، وهي مظلة تحميك وقت هبوب العاصفة وتطير معك لو اشتدت الريح، ولو لم تكن كذلك؛ فهي مجرد تحية عابرة على طريق العُمر.
وإذا سألتوني؛ لماذا الناس تغيّرت إذن؟ وأصبحت الصداقات مثل شُرب فنجان قهوة سريع؟ لقلت لكم: لأن الدُنيا أشغلت الكُل، وأصبح كل شخص يركض وراء لقمة عيشه، أو التزاماته الاجتماعية، ولكن وبالرغم من كل هذا تظل قلوبنا دائماً عطِشة للأصحاب القُدامى.
تقول الدراسات -على ذمة الدارسين- إن وجود صديق مُقرب يقلل من التوتر ويزيد العُمر، لأن الصديق الحقيقي يشاركك الطريق مهما طال، ويخفّف عنك ثقل الأيام مهما ثقلت، ويذكّرك دائماً أنك لست وحيداً في مواجهة الدنيا، ويمنحك طمأنينة وأُنساً لا يُشترى ولا يُقاس.
بعكس بعض الصداقات التي قد تُصيبك (بالضغط والسكر)، وتحمّلك عبئاً فوق أعبائك، وتُقصّر عمرك.
لذا يا أحبتي؛ من كان لديه منكم (صديقاً صدوقاً صادق الوعد منصفاً) فليتمسّك فيه، وأنا ولله الحمد لديّ من الصداقات مالا يُعد، ولكن أغلبهم تحت تصنيف: (صديقاً ثرثاراً سارق الوقت مُنهكاً)، و(صديقاً مُنبهاً موقظ النوم مزعجاً)، والله المُستعان.
خلاصة القول؛ الصداقة زاد، والرفقة عِز، ومن لا صديق له يونسه، ويُشاركه ولا مانع يعزمه، فسوف يعيش طوال حياته وهو (يتعشى مع حزنه).
فالصداقة الحقيقية ليست في الصور الجماعية ولا كثر اللقاءات، بل هي في من يشعر أنك لست بخير، أما بقية الصداقات والعلاقات فهي مثل إشعارات التطبيقات، كثيرة، ومتكررة، ومزعجة، وتختفي عند أول (ضغطة).
بعض الأصدقاء يُطيلون العُمر بالونس، وبعضهم يقصرونه بالثرثرة وكثرة العتاب، لذا انتقوا أصدقاءكم.
(على الهامش):
«نُسخة بدون تحية؛ لكل صديقاتي غير الصدوقات».
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات