أخبار العالم

ضرورة اختراق إسرائيل لمصلحة جميع العرب – أخبار السعودية – كورا نيو



الهجمة الحربية الإسرائيلية على قطر لم تكن مفاجئة بالنظر إلى نمط سلوك القيادة الإسرائيلية؛ فإسرائيل تقصف بشكل يومي عدة دول عربية حتى منها التي لم تقم بأي هجمة ضد إسرائيل كسوريا، وهذا الطغيان الفاحش الذي يخرق كل القوانين الدولية لم يكن ليحصل لولا قوة اللوبي الصهيوني عالمياً وبخاصة في أمريكا، فقوة اللوبي الصهيوني عالمياً هو قوة إسرائيل الكبرى التي تجعلها قادرة على اقتراف كل أنواع الجرائم بحصانة كاملة من الحساب والعقاب، وفي هذا درس للعرب بأن هناك ما يمكن فعله لإصلاح الخلل بميزان القوى دون حرب مباشرة، وذلك ببناء نفوذ عربي داخل إسرائيل نفسها وفي أمريكا وعواصم صنع القرار العالمي. وفي إسرائيل يشكّل العرب حوالى 21% من سكان إسرائيل، ونسبة اليسار في إسرائيل المؤيد للسلام وللحقوق الفلسطينية والعربية والمعارض للنهج العدواني لليمين حوالى 14% من اليهود وهي نسبة انخفضت بشكل كبير بعد عملية 7 أكتوبر، مع نسبة ضئيلة من اليهود الأصوليين المعارضين لقيام دولة إسرائيل لأنهم يعتقدون أن الله منعهم من إقامة دولة حتى يأتي المسيح ويقيم دولة لليهود، وهي نسبة كان يمكن زيادة عددها لو كان للعرب جهود في نشر معتقدهم هذا خاصة لدى المتدينين بإسرائيل، ويمكن حتى حماية القدس من التهويد بتمويل العرب شراء أراضيها؛ فالكنائس المسيحية وبخاصة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بالقدس التي تمتلك أكبر مساحة أراضٍ فيها باعتها لإسرائيل وكان يمكن أن يشتريها العرب وهي استثمار مجدٍ، وهذه الطريقة الوحيدة لإقامة سلام حقيقي مع إسرائيل؛ ببناء قوة نفوذ عربي في مراكز صناعة القرار في داخل إسرائيل وخارجها يحيد تيارات التطرف الإسرائيلي، وإقامة مراكز دراسات مخصصة لهذه الغاية، وإنشاء قناة عبرية موجهة للجمهور الإسرائيلي تقدّم لهم وجهة النظر خارج صندوق الصهيونية التي تغذيها وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تمتنع عن نقل أخبار المعاناة التي تتسبّب بها إسرائيل لشعوب المنطقة وتبقي الإسرائيليين في فقاعة معزولة عن الرأي العام العالمي المعارض لجرائم إسرائيل وطغيانها وعدوانها، وكما قال المفكر اليهودي الأمريكي د. نورمان فنكلستين إن مشكلة إسرائيل ليست بتطرف نتنياهو لأنه حسب جميع استطلاعات الرأي والدراسات على المجتمع الإسرائيلي فغالبهم يؤيدون إبادة الفلسطينيين والعرب وإقامة ما يسمونه بإسرائيل الكبرى التي تتضمن احتلال الدول العربية وإبادة شعوبها لسرقة أراضيهم وثرواتهم وهذا ما صرح به نتنياهو، فالمشكلة هي أن غالبية شعب إسرائيل يمثلهم نتنياهو بشكل صحيح، ولذا هو الأطول بقاء بالسلطة، وعندما وجد من كان مستعدًا لإقامة سلام مع الفلسطينيين «إسحاق رابين» قام الإسرائيليون بقتله، ولذا من المستحيل إقامة اتفاقية سلام مع إسرائيل بدون إحداث اختراق جذري للمجتمع الإسرائيلي وتغيير توجهاته، وعلى سبيل المثال المخابرات والمباحث الأمريكية أعلنتا ببيان مشترك أن روسيا شكّلت الرأي العام بأمريكا عبر مواقع التواصل وأثرت بذلك على نتائج الانتخابات وفعلت ذلك أيضاً مع 9 دول ديمقراطية، والسلطات البريطانية أعلنت ذات النتيجة، وأن روسيا صنعت الرأي العام البريطاني بخاصة بالنسبة لبريكست، وهذا مشروع طويل الأمد ومن ضمن أهدافه طويلة الأمد تذويب إسرائيل بالكامل وهذا ليس مستحيلاً إن كان هناك توجه عربي إستراتيجي طويل الأمد بهذا الاتجاه يعمل على كافة الصعد، فالمغول والتتار الذين احتلوا المنطقة العربية والإسلامية وكادوا يقضون على الإسلام والمسلمين ذابوا بثقافة المنطقة واعتنقوا الإسلام وتحوّلوا لأكبر قوة للإسلام والمسلمين، لكن للأسف إن ضعف الثقافة العربية ورداءة المواد الفنية العربية سببه أن إسرائيل لم تتطبع بثقافة محيطها وهي نقطة «7 ملايين» في بحر 500 مليون عربي، و2 مليار مسلم.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى