أخبار العالم

عبده خال: تركي الحمد حاملاً تهماً مغلقة – أخبار السعودية – كورا نيو



في زمن (الغفوة) كانت الأرضية الفكرية خليطا من أفكار سوداء، وانشغل الكتاب المستنيرون في تبيض ذلك السواد، كانت فترة عصيبة، فبث الآراء غير متزن، والمجتمع مشبع بالآراء الدينية المكتسبة من غير تمحيص، وحينما يأتي الكاتب لإيضاح أن ما يقال بحاجة ماسة للمراجعة، ومن هنا مال المجتمع إلى ما يؤمن به (عمياني)، واستغل رجال (الصحوة) ذلك الإيمان المسلم به في تحريض الناس ضد كل كاتب يريد فتح أبواب التعصب الديني، وإيضاح الفروق بين ما جاء به الإسلام وبين العادات والتقليد التي تعطل صيرورة الحياة، في هذه النقطة نحر عشرات الكتّاب بتهمة أن فلاناً ضد الدين وضد الوطن، ومن الذين تم نحرهم الدكتور تركي الحمد.. أُوردت هذه المقدمة كتعليل لظهور حالة التشدد التي ظهرت فيها حركة أدبية تجديدية في الخطاب الحياتي والديني معا.

والدكتور تركي أستاذ سياسة انشغل كثيرا بدراسته ونشرها، وطبيعة التنظير السياسي نظريات يبتعد عنها القراء، فوجد الدكتور تركي أن حقل الأدب وتحديدا الرواية منفذ للدخول إلى عقول الناس والتأثير بها من خلال الحبكة الدرامية التي تحتاج إلى بث الأفكار المتباينة (الفكرة ونقيضها) ولأن شخصيات روايات الدكتور تركي شخصيات مفكرة كانت تحمل أفكارا تزلزل القناعات المترسخة من غير أن تخضع تلك الأفكار إلى التمحيص وإظهار أهمية التفكير المنطقي حيال ما هو متواجد على سطح الواقع ومتبلد في الأذهان، ومحاولته زحزحة الواقع ودفع أناسه للتفكير، قامت ثورة من لا يريد التفكر، وكأي محاولة تخضع لتقويم بين عقلين (عقل متفتح وعقل مغلق) ستكون النتيجة مخيبة لأصحاب العقول المستنيرة، إذ يصبح الكاتب وما يعرضه من أفكار عدواً لمجتمع لا يريد أن يفكر.

وإزاء كتابات الدكتور تركي تم حشد أكوام من التهم أضرت بشخصيتيه على المستويين الاجتماعي والتعليمي، وهو النصيب الذي حمله كل من سبقه، هو نصيب كل من يفكر ويجتهد لإخراج مجتمعه أو أمته من تكلس الأفكار.

الآن، المهم أن يعود لنا الدكتور تركي الحمد، يعود فتياً بأفكاره، فالجسد يبلى والأفكار تتجدد.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى