عميد.. وقراصنة – أخبار السعودية – كورا نيو

لم تعد قصص القرصنة والقراصنة التي تابعناها في العروض السينمائية وشاشات التلفزة قصصاً من نسج الخيال، بل ما زال بيننا قراصنة معاصرون ينشطون على أرض المعمورة. قد لا تشاهدهم يرتدون ملابسهم التقليدية التي ينفردون بها، مثل الأحذية والسراويل والسترات والقبعات ذات الزوايا الثلاث، لكنهم ما زالوا ينتشرون في البر والبحر ينشرون الفوضى في جميع مناحي الحياة. لن تختفي هذه الظاهرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. تعرفهم من لغتهم الكسيحة وألفاظهم المبعثرة التي تزكم الأنوف، وتبريراتهم التي لا علاقة لها بالاستقامة، قاموسهم يزدحم بمفردات الكذب وحروف النصب.
بعض هؤلاء ابتليت بهم الرياضة السعودية، وتعدّدت مهامهم ومسمياتهم وألقابهم، في كل مفاصل المنظومة يتوزعون، وفي وسائل الاتصال والتواصل يتناثرون، ومع كل مناسبة يتلونون. لم تعد أسلحتهم بنادق وسيوفاً. بل أصوات وظروف ومنافع متبادلة، يقضون حوائجهم وغزواتهم بدون خسارة رصاصة واحدة، مع الموجة يتطايرون ومراكبهم مؤمّنة ضد الغرق.
وقراصنة اليوم لا يجتمعون في الصفات، بل تتعدد أقنعتهم وحيلهم وشخصياتهم، ما بين نصير غلابة وبعض قروبات أصحاب الذوات والفلتات.. تجد بينهم النرجسي الذي لديه شعور بالأنا وأهمية الذات والحاجة المفرطة إلى البحث عن الإعجاب والاهتمام، وهناك شخصية مهووسة بالجاسوسية والعمل بضمير ميت، وهو العميل الذي يبحث عن مقابل مادي ومعنوي، ولا يكترث للأمانة. ولا بد أن نتعرّف على شخصية المخرب منهم، الذي لا يهدأ له بال قبل أن يُلحق الضرر والأذى بالآخرين، ويستميت للحؤول دون سير أو نجاح مشروعهم. وهناك شخصية فريدة بينهم، هي أبو وجهين، وهي شخصية تعتبر من أخطر الناس التي قد تواجهك في حياتك؛ لأنه يُظهر لك الجميل، ويخفي النسخة القبيحة التي يستخدمها للنيل من الآخرين. والصعوبة هي أن هذا الصنف من الناس لا تكشف نواياه مبكراً، يظهر لك دوره الإصلاحي، ولا يتعرى إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس.. وللقصة بقية..
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات