أخبار العالم

فراس البريكان.. حين ينتصر الهدوء على الضجيج ! – أخبار السعودية – كورا نيو


تابع قناة عكاظ على الواتساب

«(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، ‏أتوجه بالشكر لفريق الدفاع بقيادة القانوني على ما قدموه من جهود كبيرة. كما أنني ولله الحمد لم أشعر بأي ضغط خلال سير القضية بفضل دعم عائلتي وثقتي باحترافية إدارة أعمالي، وكنت على يقين بأن إجراءات الانتقال تمّت بشكل سليم ومتوافق مع الأنظمة.

‏كما أؤكد أن قراري بالانتقال إلى النادي الأهلي كان ولا يزال القرار الأفضل في مسيرتي الكروية، وأشكر جماهير الأهلي على دعمهم المتواصل، والله يجعلني عند حسن ظنهم».

هذا ما كتبه ودوّنه اللاعب السعودي النجم فراس البريكان في تعليقه في حسابه الشخصي عبر منصة (X)، مساء الجمعة 21 نوفمبر 2025، الساعة العاشرة و56 دقيقة، بعد قرار مركز التحكيم الرياضي في السعودية رفض الشكوى المقدمة من ناديه السابق (الفتح) ضدّ إجراءات انتقاله للنادي الأهلي، التي ثبتت سلامتها وصدقها وعدلها.

في كرة القدم، كثيرون يتحدثون، لكنّ قلّة فقط يعرفون كيف يضعون الكلام في مكانه. فراس البريكان واحد من هؤلاء، لاعبٌ لا يرفع صوته، لكنه يرفع رأسه دائماً. لا يبحث عن المعارك الصغيرة، بل يذهب مباشرة إلى خط النهاية، حيث تُقاس القيمة بالعمل لا بالصراخ.

في الفترة الماضية، منذ بداية القضية الشهيرة ببطلان تسجيله للنادي الأهلي، التي تحركت بعد انتقاله إلى الراقي بمدة زمنية كانت طويلة جداً، بدا واضحاً أن أصواتاً أرادت أن تُربك مسيرته، أن تُعلّق عليه أثقالاً ليست منه، وأن تصنع حوله دوائر من التشكيك. لكن فراس، الذي جرّب الضغط مبكراً، واختبر النقد في أكثر من محطة، لم ينكسر. بل جاء رده جملة واحدة، واثقة، هادئة، تشبه لاعباً يعرف نفسه جيداً: «أنا لا أحتاج أن أرفع صوتي.. الملعب يرفعني».

هذه الجملة لم تكن تعليقاً عادياً، كانت إعلاناً صغيراً بأن اللاعب الذي ظنّ البعض أنه سيتراجع، عاد وازداد قوة ونضجاً. اللاعب الذي أراد له البعض أن يكون «قصة عابرة»، كتب بفعله ومسيرته فصلاً جديداً، وأغلق الباب على كل المكائد بمنتهى الرقيّ.

البريكان ليس من اللاعبين الذين يُهزمون بالكلام. هذا واضح. هو من الجيل الذي يفهم أن كرة القدم الحديثة تحتاج شخصية قبل أن تحتاج مهارة. شخصية اللاعب الذي يعرف أين يقف، ومتى يتكلم، وما الذي يستحق الرد.

لم يشتم، لم يهاجم، لم ينجرّ، لم يرفع سقف التصعيد، بل قدّم درساً بسيطاً هو أنّ أرقى رد على المكائد هو النجاح، وأن أجمل تصفية حساب هي هدفٌ جديد، وتألق جديد، وخطوة جديدة نحو القمة.

كل ما فعله فراس في تعليقه الأخير هو أنه كشف ما كان واضحاً لمن يتابعه: أنّ لديه شخصية قيادية تتشكل بهدوء. وأن ثقته ليست ردة فعل، بل جزء من تكوينه. وأن اللاعب الذي واجه تقلبات الأندية والمنتخب لا يمكن أن تهزّه محاولات صغيرة من هنا أو هناك.

هو يعرف طريقه، ويعرف وزنه، ويعرف أن صمته ليس ضعفاً، بل احترام لنفسه ولجمهوره وللعبة.

فراس البريكان اليوم ليس مجرد مهاجم موهوب،

هو حالة من الوعي الرياضي، لاعب يفهم أنه أكبر من ضجيج الخصومات، وأعمق من محاولات التشويه.

وأن الإنسان الذي يثق بخطواته، لا يخاف من طريقه.

مبروك لفراس هذا الانتصار الهادئ.

وانتظروا منه ما هو أكبر، فاللاعب الذي يهزم المكائد بهذا الهدوء، سيهزم في الملعب ما هو أعند وأقوى (!)


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى