أخبار العالم

فلسطين.. السهل الممتنع ! – أخبار السعودية – كورا نيو



فلسطين ليست مجرد جغرافيا مغتصبة أو حدود محاصرة بالجدران والأسلاك، بل هي قضية عربية أصيلة تنبض في وجدان كل عربي منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا، فهي تختزل معاني الكرامة والسيادة، وتجسّد الرابط الأخلاقي والوجداني بين الشعوب العربية على اختلاف مشاربها وأقطارها. لم تكن فلسطين يومًا مسألة سياسية عابرة أو نزاعًا إقليميًا محدودًا، بل غدت رمزًا جامعًا للهوية العربية في أسمى صورها، ومعيارًا تقاس به مواقف الدول والشعوب من قيم العدالة والحرية. لقد استطاعت هذه القضية أن توحّد القلوب قبل المواقف، وأن تذيب الفوارق الجغرافية والعرقية، لتصير البوصلة التي يتجه إليها الضمير العربي كلما تعثرت الأوطان أو تصادمت المصالح. ومنذ نكبة عام 1948 مرورًا باحتلال القدس وانتهاك مقدساتها، ظل اسم فلسطين حاضرًا في الخطب والمنابر، وفي الأغاني والقصائد، بل وفي تفاصيل الحياة اليومية للعربي البسيط الذي يرى في فلسطين مرآة لكرامته، فلسطين ليست قضية شعب محتل فحسب، بل قضية أمة بأسرها ترى في تحرير الأرض وصون الحقوق واجبًا أخلاقيًا ومصيريًا لا يسقط بالتقادم، ولا يغيب تحت ركام التحديات، ومن هنا تظل فلسطين العنوان الأبرز لرسوخ الهوية العربية، وأصدق مرآة لترابطها الإنساني والسياسي.

في خضم أحداث عالمية ما بين حروب وانتهاكات ومؤامرات، تبرز القضية الفلسطينية بجهود خليجية عربية، ورحلات مكوكية سعودية بين اجتماعات أممية ومقابلات واجتماعات معلنة أو مغلقة لتتراءى في المشهد السياسي إرهاصات حلول متوقعة بإنهاء أزمة غزة بخطة أمريكية اقترحها الرئيس ترمب تضمّنت أيضاً حل الدولتين، وواجهت بعض العراقيل داخليًا وخارجيًا ولكنها تجاوزتها وسارت وفق بنود أهمها ‏ إدارة غزة عبر لجنة فلسطينية انتقالية تكنوقراطية محايدة سياسيًا تكون مسؤولة عن الخدمات اليومية، بمشاركة خبراء فلسطينيين ودوليين، وتحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى «مجلس السلام»، يرأسها الرئيس ترمب، وتشاركه شخصيات دولية أخرى كرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وتكون من مهام هذا المجلس صنع إطار واضح لإعادة إعمار غزة وتمويلها حتى استكمال إصلاح السلطة الفلسطينية وقدرتها على استلام الحكم، هذا بالإضافة إلى عدة بنود مهمة شملتها الخطة وتمت الموافقة المبدئية عليها من كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ورحبت بنتائجها المملكة العربية السعودية وعدة دول عربية وإسلامية مع تأييد إعلان حماس باستعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة إدارة فلسطينية انتقالية من الكفاءات المستقلة، وأكدوا على ضرورة البدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات تنفيذ المقترح ومعالجة جميع جوانبه، ولم يبق سوى إزاحة هذا الخوف الذي يسكننا جميعًا من انهيار هذه الجهود والعودة إلى مربع مريع نعرفه جيدًا ومررنا به مرارًا كشعوب عربية وحكومات تسعى إلى السلام ورتق جراح الماضي وإقامة دولة فلسطينية آمنة لشعب يستحق السلام والحياة الآمنة، فهل يتحقق هذا الأمل (السهل) أم يمتنع لأسباب قديمة متجددة!

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى