أخبار العالم

فلسطين.. سبتمبر 2025 – أخبار السعودية – كورا نيو



نحن نعيش تأريخاً جديداً. رغم كل ما حدث من مآسٍ، ورغم كل التوجسات بشأن المستقبل، إلا أننا نعيش لحظة تأريخية مفصلية، سيكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها، وسوف تُعاد كتابة التأريخ بناءً عليها.

من الذي أعاد كتابة التأريخ، أو بالأحرى من الذي كتب فصلاً جديداً في تأريخنا العربي. من الذي خاض المصاعب والمتاعب، بحكمة وأناة وعقل وتدبّر وصبر، وقوة وعزيمة وإرادة وإقدام. من الذي سخّر كل ما يمكن أن يُسخّر، ووظّف كل ما يمكن أن يوظّف، من أجل قضية عادلة. بالإمكان أن نخرج من إطار الحديث عن الشخص إلى الحديث عن الدولة التي يمثلها الشخص، وهي الدولة التي اعتبرت القضية الفلسطينية منذ بدايتها قضيتها، دون مزايدة أو تكسّب شعبوي. الدولة التي رهنت مكتسبات، وراهنت بمقدرّات، بل خاطرت في مراحل عصيبة من أجل قضية آمنت بمشروعيتها وعدالتها، وآمنت بواجبها الحتمي تجاهها.

منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة، اعتبر المؤسس الملك عبدالعزيز (رحمه الله) قضية فلسطين قضيةً وجودية للعرب، وجاهر بذلك أمام كل القوى العالمية رغم حساسية مرحلة التأسيس والمخاطر المحيطة بها، ووجود أولويات داخلية في غاية الأهمية. ومن بعده استمرت المملكة في العمل الجاد المخلص من أجل استعادة الوطن الفلسطيني، وبذلت كل ما في وسعها من دعم سياسي ومادي ومعنوي من أجل عدم تذويب القضية والقذف بها خارج التأريخ.

لم تتماه المملكة مع شعارات القذف بإسرائيل في البحر لأنها تعرف أنها شعارات غير واقعية، وتعرف جيداً نتيجة التهور انسياقاً مع شارع عاطفي لا يعرف معنى السياسة ومآلات الحروب غير المتكافئة. وبدلاً من ذلك وضعت الدبلوماسية الضاغطة بديلاً، وحشدت كل قوتها السياسية والاقتصادية، وعلاقاتها المحترمة في المجتمع الدولي من أجل إحقاق الحق، وإحلال العدالة الواجبة للشعب الفلسطيني. ما من خطاب سياسي تلقيه المملكة في المنابر الدولية إلا وكانت القضية الفلسطينية في مقدمة محاوره. عملت بعقلانية كبيرة، وسياسة واقعية ذكية كي تحقق ما تصبو إليه من أجل فلسطين. شكك البعض في جدوى هذا المنحى، لكنهم لا يعرفون سياسة النفَس الطويل، والمثابرة، ومهارة توظيف أوراق القوة في مركز القرار السياسي السعودي.

الآن، نعيش وقتاً استثنائياً بفعل الدبلوماسية السعودية. المبنى الأيقوني للأمم المتحدة في نيويورك يشهد حدثاً مفصلياً وهو يسجل تدفق اعتراف الدول بدولة فلسطين. من كان يتخيل أن بريطانيا التي انطلق منها وعد بلفور تسجل اعترافها العلني الأممي بدولة فلسطين. ومن كان يصدق أن فرنسا تضع يدها بيد المملكة من أجل حل الدولتين. ومن يصدق أن العالم كله يحتشد لرفض الظلم والوحشية التي حاقت بالشعب الفلسطيني.

نعم حدث ذلك، لأن هناك دولة تعرف كيف تدير الأمور بحكمة وعبقرية سياسية، وتعرف جيداً كيف تتعامل مع العالم في أدق الملفات وأصعبها.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى