فوز البرلمانية اليسارية كونولي برئاسة إيرلندا – أخبار السعودية – كورا نيو

فازت اليسارية كاثرين كونولي في الانتخابات الرئاسية لإيرلندا، بعد حملة جمعت فيها بين الدعوات إلى الإصلاح الداخلي العاجل، والنقد الدؤوب لحرب إسرائيل على غزة، ما لاقى صدى لدى الناخبين المحبطين بسبب ارتفاع الإيجارات، والبنية الأساسية الراكدة، والشعور بأن الرخاء النسبي في البلاد ترك الكثيرين خلف الركب.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية (RTE) أن هيذر همفريز، منافسة كونولي الوحيدة، أقرّت بالهزيمة في السباق، اليوم (السبت)، وهنأتها، على الرغم من أن فرز الأصوات لا يزال مستمراً، لكن النتائج في جميع أنحاء إيرلندا تشير إلى فوز ساحق لكونولي في سباق الرئاسة.
فشل معظم منافسيها
وتفوقت كونولي (68 عاماً)، عمدة غالواي السابقة، في منافسةٍ ثنائية اتسمت بضعف الاهتمام العام وفوضى المرشحين، إذ تم تقليص عدد المرشحين بشكل كبير، بعد فشل معظم المتنافسين في التأهل، أو انسحابهم بسبب مخاوف صحية أو فضائح.
وخاضت كونولي مواجهة فردية مع همفريز القادمة من حزب «فاين جايل» اليميني الوسطي الذي يُنظر إليه على أنه حامل لواء المؤسسة، منافسة كبيرة.
وذكر مراقبون أن فوز كونولي عكس نسخة أكثر اعتدالاً من الاضطرابات المناهضة للحكومة التي تجتاح الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم، كما أرسل هذا الفوز إشارات تحذيرية مبكرة إلى ائتلاف يمين الوسط الحاكم، من خلال إظهار أن قوة الناتج المحلي الإجمالي -إذ يتفوق الاقتصاد الإيرلندي على معظم الدول الأوروبية- لا تشكّل عزلاً مثالياً عن غضب الناخبين.
وتُعتبر الرئاسة التي أُنشئت لتمثيل الجمهورية البرلمانية لا لحكمها، منصباً فخرياً بالكامل تقريباً، مع صلاحيات محدودة، حتى تلك التي نادراً ما تُستخدم.
ويُعيّن الرئيس رسمياً بعض المسؤولين الرئيسيين، لا سيما النائب العام والقضاة، لكن بعد توجيه من الحكومة فقط مع وجود استثناءات نادرة، إذ يُعتبر دور الرئيس في الحكم رمزياً، أشبه بدور العائلة المالكة في بريطانيا.
من هي كونولي؟
وكونولي هي طبيبة نفسية إكلينيكية ومحامية سابقة شغلت منصب نائبة رئيس مجلس النواب الأيرلندي بعد انتخابها لأول مرة في 2016، وزادت شعبيتها على مدار الحملة الانتخابية، خصوصاً أنها وجهت انتقاداتها لسياسة الحكومة في مجالات مثل الإسكان، مما لاقى قبولاً واسعاً بين الناخبين الأصغر سناً على وجه الخصوص.
وبعد فوزها برئاسة إيرلندا، سيُنهي هذا الفوز ولاية مايكل دي هيجينز، وزير الثقافة السابق عن حزب العمال التي استمرت سبع سنوات.
وتعد هذه الانتخابات المرة الثالثة التي تتولى فيها امرأة منصب الرئاسة بعد ماري روبنسون، وماري ماكاليس.
ورغم أن كونولي مستقلة، إلا أنها نجحت في توحيد غالبية الأحزاب اليسارية، بما في ذلك حزب «شين فين»، أكبر أحزاب المعارضة الذي اختار عدم ترشيح نفسه في الانتخابات إلى جانب الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» وحزب العمال.
وشغلت كونولي منصب عضو مجلس محلي عن حزب العمال لمدة 17 عاماً، وأمضت فترة رئاستها لبلدية غالواي حتى 2005.
وانسحبت من حزب العمال عام 2007، وبعد حملة انتخابية فاشلة في 2011، وانتُخبت عضواً مستقلاً في مجلس النواب الإيرلندي في 2016.
صوت مؤيد لغزة
وأصبحت كونولي أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب الإيرلندي عام 2020.
وكانت صوتاً بارزاً مؤيداً للفلسطينيين في البرلمان، وانتقدت بشدة أفعال إسرائيل في حرب غزة، خصوصاً أن إيرلندا من أكثر دول الاتحاد الأوروبي تأييداً للفلسطينيين، وتُعرب حكومتها الائتلافية من يمين الوسط عن دعمها لحل الدولتين، إلى جانب أحزاب المعارضة الرئيسية.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات



