أخبار العالم

قمّة المناخ COP30 تصل إلى طريق مسدود بعد رفض الاتحاد الأوروبي مسودة الاتفاق – أخبار السعودية – كورا نيو



لا يزال مصير قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP30) المنعقدة في مدينة بيليم البرازيلية معلقاً، بعدما رفض الاتحاد الأوروبي مسودة الاتفاق النهائي، معتبراً أنها «ضعيفة جداً» ولا ترقى إلى مستوى الطموحات اللازمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وكان من المقرر أن تنتهي القمة التي استمرت أسبوعين مساء أمس الجمعة، لكن المفاوضات امتدت إلى ساعات الفجر الأولى من يوم السبت، في ظل انقسامات حادة حول ثلاثة محاور رئيسية: مستقبل الوقود الأحفوري، تسريع خفض الانبعاثات، وتمويل المناخ للدول النامية.

مسودة COP30

المسودة التي أصدرتها الرئاسة البرازيلية فجر الجمعة جاءت خالية تماماً من أي إشارة إلى الوقود الأحفوري، بعدما حذفَت كل الخيارات التي كانت موجودة في نسخ سابقة، وذلك تحت ضغط عشرات الدول النفطية الكبرى التي عارضت بشدة أي نص يدعو للابتعاد التدريجي عن النفط والغاز والفحم.

تعنّت أوروبي

الاتحاد الأوروبي (27 دولة) رفض المسودة رفضاً قاطعاً، وقال مفوض المناخ الأوروبي ووبكه هوكسترا: «تحت أي ظرف لن نقبل بهذا النص»، وأشار الاتحاد إلى استعداده لتقديم تنازلات مالية كبيرة للدول النامية، بشرط واحد: تعزيز النصوص المتعلقة بخفض الانبعاثات بشكل جذري.

في المقابل، أكدت تقارير إعلامية برازيلية أن إعادة إدراج أي لغة تتعلق بالوقود الأحفوري «شبه مستحيلة»، وأن الرئاسة تسعى فقط لتعديلات طفيفة على النص الحالي.

موقف الدول العربية

من جانبها، وضعت المجموعة العربية (22 دولة) خطاً أحمر واضحاً، مؤكدًة أن أي استهداف لصناعات الطاقة سيؤدي إلى انهيار المفاوضات بالكامل، فيما هاجمت دول عديدة موقف الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنه «لا يمكن الحديث عن مسار واحد للوقود الأحفوري دون مسار موازٍ وملزم لتمويل المناخ»، وقال أحد المفاوضين: «إذا كان هناك مسار للوقود الأحفوري، فعلينا أن نرى مساراً مماثلاً وملموساً للتمويل».

المسودة الحالية تدعو إلى «مضاعفة تمويل التكيف مع التغير المناخي ثلاث مرات بحلول 2030» مقارنة بمستويات 2025، لكنها تترك الباب مفتوحاً أمام مصادر التمويل (دول غنية، بنوك تنمية، القطاع الخاص) دون التزام واضح من الدول المتقدمة.

دعوة البرازيل

رئيس القمة البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو، حذّر الوفود في جلسة علنية من أن «هذه القضية لا يمكن أن تفرقنا»، داعياً إلى إظهار وحدة متعددة الأطراف، خصوصاً في ظل غياب الولايات المتحدة عن القمة بعد عودة الرئيس دونالد ترمب الذي يصف التغير المناخي بـ«الخدعة»، وأضاف دو لاغو أمام المفاوضين: «العالم يراقبنا.. يجب أن نخرج باتفاق بيننا».

وحتى ساعات متأخرة من ليل الجمعة-السبت، كان خيار «الانسحاب الأوروبي» من المفاوضات مطروحاً بقوة على الطاولة، بينما تدرس أطراف أخرى صيغة اتفاق جانبي طوعي حول الوقود الأحفوري خارج النص الرسمي للقمة.

يُذكر أن أي اتفاق نهائي في مؤتمرات المناخ يتطلب موافقة بالإجماع من نحو 200 دولة، وهو ما يجعل كل كلمة في النص النهائي محل صراع مرير حتى اللحظة الأخيرة.


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى