كم سيبلغ سعر آيفون إذا صُنع في أمريكا – كورا نيو

◾إنتاج آيفون بالكامل في الولايات المتحدة قد يرفع سعره إلى أكثر من 3500 دولار.
◾تعقيدات التوريد والتكلفة والمهارات تحول دون تصنيع شامل للآيفون في أميركا.
◾ترامب يؤيد تصنيع الهواتف محليًا لتقليل الاعتماد على الصين وتعزيز الوظائف.
مع تصاعد الحديث حول صناعة آيفون في أمريكا عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة، بدأ محللو السوق في تقييم جدوى تصنيع هواتف آيفون بالكامل داخل الولايات المتحدة، وكانت النتيجة: تكلفة مرتفعة للغاية وتعقيدات كبيرة.
وبحسب تقرير نشرته CNBC، قد يتجاوز سعر آيفون 16 برو ماكس المصنوع في الولايات المتحدة 3500 دولار، مقارنة بسعره الحالي البالغ 1199 دولار. يعود ذلك إلى عوامل عدة، أبرزها ارتفاع أجور العمالة المحلية، وتكاليف نقل وإنتاج المكونات المستوردة، فضلاً عن غياب البنية الصناعية الكاملة لتجميع الأجهزة.
عوائق متعددة أمام التصنيع المحلي
تشير تقديرات بنك أوف أمريكا إلى أن تكلفة العمالة فقط قد تزيد سعر الهاتف بنسبة 25%، أي إلى نحو 1500 دولار. بينما يرى محللو Wedbush أن نقل 10% فقط من سلسلة التوريد إلى الأراضي الأميركية سيتطلب استثمارات تتجاوز 30 مليار دولار خلال ثلاث سنوات.
وفي حين تصمم آبل منتجاتها في كاليفورنيا، إلا أن أكثر من 80% من عمليات التصنيع تجري في الصين، حيث توفر شركات مثل فوكسكون مصانع ضخمة تعتمد على عمالة كثيفة ومنخفضة التكلفة، وبنيتها التحتية لا تزال صعبة الاستنساخ في الولايات المتحدة.
عوائق تتعلق بالمهارات والتوريد
أوضح الرئيس التنفيذي لآبل، تيم كوك، في تصريحات سابقة أن الولايات المتحدة تفتقر إلى عدد كافٍ من المهندسين المتخصصين في تشغيل وتطوير أدوات التصنيع، وهو ما يشكل تحديًا رئيسيًا في حال التفكير الجاد بنقل الإنتاج.
ورغم محاولات سابقة لنقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة – مثل مشروع فوكسكون في ولاية ويسكونسن عام 2017 – إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة، حيث لم يتم إنتاج أي إلكترونيات فعلية، وتم التحول لاحقًا لإنتاج أدوات طبية خلال الجائحة.
الضرائب والمكونات الأجنبية تضيف مزيدًا من التعقيد
حتى لو تم تجميع الهواتف داخل الولايات المتحدة، فإن معظم المكونات الرئيسية – من المعالجات إلى الشاشات – تأتي من آسيا. هذه المكونات باتت خاضعة لرسوم جمركية تصل إلى 145%، ما يعني أن التكلفة سترتفع بشكل كبير ما لم يتم استثناء هذه الأجزاء من التعريفات.
وبحسب بنك أوف أمريكا، فإن إنتاج آيفون داخل أميركا سيواجه تحديات لوجستية وتشغيلية ضخمة، وقد يرفع تكلفة الهاتف بنحو 91% بمجرد انتهاء فترة الإعفاءات الجمركية التي أقرها ترامب مؤخرًا لمدة 90 يومًا.
هل تفكر آبل في بدائل؟
حتى الآن، لم تعلن آبل رسميًا عن نيتها تصنيع هواتف آيفون بالكامل في أميركا، لكنها أعلنت عن استثمارات داخلية بقيمة 500 مليار دولار، تشمل توسيع إنتاج بعض خوادم الذكاء الاصطناعي في هيوستن.
يرى محللون في وول ستريت أن آبل قد تسلك نهجًا وسطًا عبر إنتاج بعض الأجهزة أو الملحقات منخفضة الحجم محليًا، مثل سماعات HomePod أو أجهزة AirTag، بهدف كسب استثناءات من التعريفات، كما فعلت سابقًا عندما أعلنت في عام 2019 عن تجميع حواسيب Mac Pro في تكساس.
بينما يستمر البيت الأبيض في الضغط على الشركات لنقل التصنيع إلى الداخل الأميركي، يرى خبراء الصناعة أن تصنيع آيفون بالكامل في الولايات المتحدة لا يزال حلمًا بعيد المنال، ما لم تحدث تغييرات جذرية في تكاليف الإنتاج، وسلاسل التوريد، والسياسات التجارية الدولية.
المصدر : وكالات