أخبار العالم

سؤال الثور – أخبار السعودية – كورا نيو



•• صادفت أناساً لا يعرفون كيف يكتشفون ما بداخل أعماقهم.. مثل رجل أسبغ الله عليه من نعمائه لكنه لم يتعلم من الحياة شيئاً.. طبقات روحه غائرة في الزمن، فلم يشعر بحميمية أي علاقة مع الأشياء حوله.. وحين أصبح مُسناً؛ مضغت نفسه حنينها إلى ظلال أمكنة مرَّ بها، ومضت ذاته إلى أزمنة عاشها.. فما كان يقطعه في خطوة يقطعه الآن في خطوات.

•• في سمو مقتبل العُمر استراح هذا الرافض للحياة كسيف كسيح.. وفي أرذل آخر العُمر هاج كالبحر، فسالت مياه تفريطه بدنياه وآخرته.. في السابق اتكأ على حياة ملتوية، وتدلّى بشح الاستمتاع بالمتعة.. وفي اللاحق نفاه البؤس عن صلة قرابته بحِلمِه الجميل، وأيقظه الألم من سباته العميق ليبعده عن ندى الصباحات المشرقة.. وما بين جنة وجحيم اضطرب في محاولة للبحث عن البهجة.

•• تحت غبار نباح، وغَبَرة نياح، وغَوار صياح، ألم بحسرة وندب بدمعة، وكان أولى بهذا الدمع.. في مقتبل العُمر عاش بعيداً عن الزمان، فمزَّق الزمن أحشاء نشوته اللعوبة، بلا خرير حياة تؤنسه، ولا ريح مثلجة تنذره.. وحين شاخ اضطر لارتداء كل شيء داكن، فأصبح كنجوم مرتعشة تكاد لا تبين.. لا أحد يشاركه أجواء مأساته الداكنة، ولا شيء يتضامن مع ظلمته الداهمة.

•• وهناك من هو كضفدع يسأل الثور عن سبب ضخامته.. لا يدري أن الحياة نوعان: مواجهتها بالحكمة أو إماتتها بالإعراض.. دنيا لا تثير اهتمامه حضوراً وغياباً، فغروبه عنها فصله عن محيطه.. فمن أراد أن ينعم بحياة بهجية؛ فليرتدِ قميصها وليعانق شعاعها.. ومن أبقى شيئاً من حبها مربوطاً بأغلال الألفة؛ فسيعلو زمانه على مكانه.. حياة لا تتسع إلا إلى الأرواح الكبيرة فقط.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى