أخبار العالم

كيف أسقطت حقيبة «منظف راديتر» عصابة طليقة «كهربا»؟ – أخبار السعودية – كورا نيو



تكشّفت تفاصيل جديدة في «قضية المخدرات الكبرى» التي هزّت مصر أخيراً، المتهمة فيها سارة خليفة (طليقة لاعب كرة القدم «كهربا») و27 آخرين بتكوين عصابة متخصصة في جلب المواد الخام للمخدرات وتصنيعها. الأضواء سُلطت على الحقيبة الغامضة التي كانت وسيلة نقل المواد بين الإمارات ومصر، لتكشف عن شبكة معقدة من السفر المتكرر، والتحايل على الجمارك، وتجنيد أقارب وأصدقاء لتنفيذ المخطط الإجرامي. رحلة واحدة كافية لتكشف كيف تحوّلت حقيبة «منظف راديتر» إلى مفتاح سقوط العصابة.

وقد تضمنت التحقيقات أقوال أحد المتهمين الذي جرى ضبطه عبر منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» في إمارة دبي، تنفيذاً لأمر ضبط وإحضار صادر عن النيابة العامة لضلوعه ضمن هذا التشكيل.

وأوضحت النيابة أن المتهم قَدِم من الإمارات، ولاحظ الضباط أثناء تفتيش حقائبه وجود عبوات مطابقة لتلك التي ضُبطت سابقاً بحوزة أفراد العصابة في القضية ذاتها، وهو ما تم إثباته في محضر رسمي. وعند مواجهته باتهامات الانضمام إلى عصابة هدفها جلب وتصنيع المواد المخدرة بقصد الاتجار، أقر المتهم بما نُسب إليه، مؤكداً علمه بأن النيابة العامة هي الجهة المختصة بالتحقيق معه. وقد أشار إلى أنه لا يوجد محامٍ يحضر إجراءات التحقيق إلى جانبه.

وعن تفاصيل إقراره، ذكر المتهم أنه كان يعمل عاملاً في أحد المطاعم بدبي بأجر شهري لا يتجاوز 1400 درهم، وأن ظروفه المعيشية الصعبة ومسؤولياته تجاه أسرته دفعت به إلى قبول عرض جاء عبر امراة تُدعى «سحر» وزوجها العراقي الجنسية المعروف باسم «أبو محمد». وبحسب أقوال المتهم، فقد طلب منه الأخير السفر إلى مصر لتوصيل «حقيبة ضرورية»، وقد سلّمه حقيبة تحتوي على زجاجات مدوّن عليها «منظف راديتر»، وحجز له تذكرة ذهاب وعودة في اليوم ذاته.

وبعد تسليم الحقيبة في مصر لشخص يدعى «خالد» لقاء مبلغ خمسة آلاف جنيه، عاد المتهم إلى دبي، قبل أن تتكرر العملية ثلاث مرات خلال أسبوع واحد بالطريقة ذاتها. وأشار المتهم إلى أن الحقائب كانت تحتوي في كل مرة على عبوات مختلفة الشكل، منها زجاجات منظف راديتر، وأكياس برتقالية اللون، وعلب بروتين، وهو ما أثار لاحقاً شكوك سلطات الجمارك بسبب كثافة السفر في اليوم نفسه.

وفي إحدى الرحلات، أخضعت الجمارك الحقيبة للفحص واحتجزتها لتحليل محتوياتها، ليتبيّن لاحقاً أن ما بداخلها «منظف بوتاجازات»، ما دفع المسؤولين لتحذيره من تكرار الأمر. ورغم ذلك، استمر المتهم في تنفيذ الطلبات وتسليم الحقائب لأفراد محددين داخل مصر، مقابل مبالغ مالية راوحت بين خمسة وعشرة آلاف جنيه في كل رحلة.

وأشار المتهم إلى أنه، ومع مرور الوقت، تحولت مهمته من مجرد نقل الحقائب إلى المشاركة في تجهيزها داخل الفندق الذي يقيم فيه «أبو محمد»، إذ شاهد عملية تعبئة الزجاجات والأكياس بمواد ذات رائحة نفاذة وقادرة على إتلاف القفازات، إلى جانب تعبئة علب البروتين بمساحيق غير معروفة. وبعد شهرين، أدرك -بحسب قوله- أن هذه المواد الخام تُستخدم في تصنيع مخدرَي «البودر» و«الشبو».

وأضاف أنه أصبح يسافر من دبي إلى مصر ثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قبل أن يُطلب منه استئجار شقة لتخزين الكراتين والمواد الخام، وبدأ بنفسه تجهيز الزجاجات والأكياس قبل نقلها. كما أشار إلى أنه استقدم والده وإخوته وأصدقاءه للمساعدة، وأنهم كانوا يسافرون منفصلين لتفادي الاشتباه، فيما يتولى هو نقل جميع الحقائب وتسليمها، إذ قام المتهم الرئيسي بترتيب الإقامات القانونية لهم في دبي. وفي كل رحلة، كان يطلب من المساعدين الانتظار داخل المطار بينما يجمع المتهم الحقائب في حقيبته الخاصة، ليقوم بتسليمها للأشخاص المحددين داخل مصر، قبل أن يعود كل فرد على طائرته بشكل منفصل لتفادي أي شبهة أو ضبط جماعي.

وأضاف المتهم أنه في أحد الأيام تلقوا معلومات من المرأة المدعوة «سحر»، زوجة المتهم الرئيسي «دريد»، تفيد بأن السلطات في دبي قد ألقت القبض عليه. عقب ذلك، استعانوا بمحامٍ متخصص في قضايا الإنتربول، أوضح لهم أن «دريد» مطلوب في مصر للتحقيقات المتعلقة بقضية سارة خليفة.

وأوضح المتهم أنه في يوم 27 أبريل 2025، حضرت الشرطة إلى مسكنه في دبي وأخذته إلى مركز شرطة القيادة، حيث التقى بـ«دريد» وأُبلغ أن القبض عليه جاء بسبب ذكر اسمه ضمن قضية سارة خليفة. وبعد الإجراءات الأولية، تم تسليم المتهم للسلطات المصرية في مطار سفنكس يوم 28 أبريل 2025، وجرى تحويله مباشرة إلى إدارة مكافحة المخدرات لمواصلة التحقيقات. وخلال تلك الفترة، روى المتهم جميع تفاصيل ما قام به من نقل وتحضير الشحنات للسلطات، لتوثيقها ضمن محاضر النيابة العامة.


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى