كيف تعيد الحرف اليدوية تشكيل عالم الموضة؟ – أخبار السعودية – كورا نيو

يشهد عالم الموضة تحولًا جذريًا، حيث بدأت الحرفة اليدوية تعود إلى واجهة الصناعة، مذكّرة الجميع بأن الفخامة الحقيقية لا تُقاس بالكم أو السرعة، بل بالدقة والإبداع واللمسة البشرية. بعد سنوات من الهيمنة الإنتاجية الضخمة والتصاميم السريعة، بدأت دور الأزياء والشركات العالمية تقدّر التفاصيل الدقيقة، مع التركيز على الحرفية التقليدية التي تمنح كل قطعة شخصية وروحًا فريدة.
ويأتي هذا الاتجاه كإشارة واضحة إلى إعادة تعريف الفخامة في صناعة الموضة، حيث لم تعد مقتصرة على الأسعار الباهظة أو العلامات التجارية، بل على الأصالة والجودة والاهتمام بالتفاصيل التي تجعل كل تصميم قطعة فنية متفردة.
مع هذا التحول، يبدو أن عالم الموضة يعيد اكتشاف جذوره، ويقدّم للمستهلكين تجربة فاخرة تجمع بين الإبداع العصري والحرفية التقليدية، لتؤكد أن الأصالة يمكن أن تكون أكثر قيمة من أي ابتكار رقمي أو إنتاج ضخم.
ففي الوقت الذي تتسارع فيه صيحات الموضة، تعود دور عديدة إلى التطريز اليدوي وتقنيات الصياغة الدقيقة التي تتطلب ساعات طويلة من العمل المتقن، لتقديم قطع تحمل طابعًا فنيًا يتجاوز فكرة «الموسم الواحد».

هذا التوجه لا يقتصر على التفاصيل الجمالية فقط، بل يعكس رغبة أوسع في ابتكار أزياء ذات روح وقيمة، حيث ينظر المصممون إلى القطعة بوصفها عملًا يجمع بين اللمسة البشرية والتراث الثقافي، ما يمنحها حضورًا مختلفًا وسط السوق المتشبعة بالمنتجات السريعة.
ويؤكد خبراء الصناعة أن العودة للحرفة ليست مجرد «نوستالجيا» بقدر ما هي محاولة لاستعادة معنى الفخامة الحقيقية، التي تقوم على الجودة والجهد وحكاية التصميم، في وقت بات المستهلك فيه يبحث عن قطع تعبّر عن هويته وتدوم لسنوات لا لمواسم معدودة.
المصدر : وكالات



