كيف تُقنع الآخرين؟ العلم يكشف أسرار التأثير الحديث – أخبار السعودية – كورا نيو

لم يعد الإقناع فناً غامضاً أو مهارة فطرية يملكها البعض دون غيرهم، بل أصبح علماً مبنياً على دراسات نفسية وسلوكية، توضّح كيف يتفاعل الإنسان مع الرسائل، ولماذا يقتنع ببعضها ويرفض غيرها. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن قوة السرد القصصي تُعد أكثر الوسائل تأثيراً في الإقناع المعاصر، لأن الإنسان بطبيعته يميل لمتابعة الحكاية والتفاعل مع أبطالها، ويربط التجربة برسالته الشخصية، فتتولد لديه قناعة أقوى من مجرد عرض معلومات جامدة.
وتشير التحليلات إلى أن أي رسالة إقناعية ناجحة يجب أن تتضمن 3 عناصر رئيسية: مصدر موثوق وصادق، جاذبية عاطفية تُحرك المشاعر، ودعوة إلى قرار واضح يمكن اتخاذه مباشرة. فإذا افتقدت الرسالة عنصراً من هذه العناصر، فإن تأثيرها ينخفض بشكل كبير مهما كان محتواها غنياً. كما تؤكد الدراسات أن الجمهور أصبح أكثر وعياً بمحاولات التلاعب، لذلك فإن الرسائل التي تُهمل احترام عقل المتلقي وتستخف بإدراكه لا تؤثر، بل تولّد مقاومة وربما رد فعل عكسي. ومن بين الأساليب التي مثلت تحولاً في علم الإقناع أسلوب تقديم طلب صغير في البداية ثم الانتقال إلى طلب أكبر لاحقاً، حيث تبيّن أن الإنسان عندما يوافق على خطوة صغيرة يصبح أكثر تقبلاً للخطوات التالية. كما أن إظهار ندرة الفرصة أو محدودية الوقت يدفع المتلقي لاتخاذ قرار أسرع، شريطة أن يكون هذا الطرح صادقاً وغير مضلل.
وتخلص الدراسات إلى أن الإقناع الحقيقي لا يعتمد على الضغط أو الخداع أو الإلحاح الزائد، بل يقوم على بناء الثقة ببطء وذكاء، وإظهار المعرفة الدقيقة باحتياجات المتلقي، وتقديم فائدة ملموسة وواقعية لها أثر مباشر على حياته. الرسالة المقنعة هي تلك التي تشعره أن التغيير في صالحه هو لا في صالح المرسل فقط.
المصدر : وكالات



