أخبار العالم

«لا تخليها في نفسك».. افعلها وتزوج الثانية! – أخبار السعودية – كورا نيو



خبر أزفّه إلى صديقى الذي رفضته من طلبها للزواج بعد صبر طويل بحجة أنه كبير قائلة له: «راحت عليك، رِجل في الدنيا ورِجل في الآخرة». يقول الخبر: بعد أن تجاوزت السبعين قررت المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي الزواج من رجل أعمال يقاربها عمراً بفرح وزفّة وطبل وغناء، آمنت أن الحياة ليست زمناً يمرّ، ولا رقماً يُعد، بل طاقة تتجدّد، ونبض يتّسع كلما ضاقت قلوب المتشائمين.

العمر لا يقاس بالسنوات التي عبرت، وإنما بالقدرة على استعادة الدهشة، وتبنّي الفرح، والتصالح مع الذات في كل مرحلة عمرية للإنسان.

زواجها ليس مجرد حدث شخصي، بل رسالة بليغة لكل ذكر وأنثى ضد الخوف والتردد، وأن الأمل لا يشيخ، والعمر مجرد رقم لا يختزل جوهر الإنسان.

قالت بفعلها أكثر مما قالته الكلمات «السعادة قرار، والتجديد شجاعة، والحياة لا تُختصر في قيود الزمن».

الإنسان متى وجد الفرصة فلا يتردد في أي مرحلة أن يهزم اليأس وينتصر للبهجة ويرتبط بمن أحب، فليست كل العلل تعالج بالدواء، علاجها الاهتمام والمحبة، والدعم النفسي و المساندة.

يقول سقراط: أفضل علاج للإنسان هو الحب، قيل: وإذا لم يفلح؟ قال: زِد الجرعة.

خطوة الدغيدي تحدٍ صارخ لليأس والإحباط، جعلت من حياتها ساحة للفرح والاحتفاء بالوجود، لم تسمح لصوت المجتمع أن يخطف حقها في الفرح، أو يكسرها، ولم تخضع لسطوة التقاليد التي تهمس بأن الحب والزواج للشباب، فالقلب حين يظل مفتوحاً للحب لا تهزمه سنوات العمر، والشجاعة ليست موقفاً عابراً، بل مسار حياة. عزيمتها منحتها القدرة على مواجهة النقد والتنمر، وحقها في اختيار حياتها كما تشاء، وقناعتها بأن السعادة تستحق المحاولة كل يوم، وأن أصوات السخرية تعبّر عن فقر داخلي وجهل بالحياة وجفاف في العاطفة.

ظنوا جهلاً أن العمر قيد، وأن الحب سلوك مرفوض بعد مرحلة معينة، يُظهرون عجزهم عن فهم جوهر الإنسان وكينونته. هم أسرى لثقافة سطحية تحصر المرأة والرجل في شباب الجسد، وتتجاهل أن الروح لا تهرم، وأن الفرح لا يرتبط إلا بالقدرة على العطاء والتجديد.

التنمر والسخرية ليسا إلا انعكاساً لعقول عاجزة عن إدراك أن من يملك الشجاعة لصنع فرحته هو الأقوى، ومن يحاول انتزاع الفرح من الآخرين هو الأضعف.

يقول غابرييل غارثيا الحاصل على «نوبل»: «الحب هو أن نحب في أي وقت وفي أي مكان. والحب يكون أكثر زخماً كلما اقتربنا من الموت».

سرّ فرادة التجربة لا يكمن في الزواج ذاته، وإنما شجاعة اتخاذ القرار.

كثيرون حائرون مترددون خائفون مهزومون بالخوف، رغم أن الزواج عباده شُرعت لنا في الدنيا وتستمر معنا حتى في الآخرة.

إيناس بفعلتها هذه حوّلت لحظتها الخاصة إلى إلهام عام لنا بأن الحياة لا تُختزل في زمن، بل تتسع لكل من امتلك الجرأة على التجديد وكتب لنفسه عمراً جديداً.

بدلاً من أن نُسلم أعمارنا لليأس والمرض، ننتصر للبهجة ونرتبط بمن نحب. هنا تتجلى إرادة الإنسان وقدرته بأن يمزج حبه بالإرادة والشجاعة والقرار ليصوغ رواية جديدة تقول: الحياة تُعاش أكثر من مرة متى ما آمنّا أن السعادة ممكنة في كل لحظة، وأن الفرح لا يتقاعد، وأن الحياة المتجدّدة قادرة على أن تمنحنا فصولاً أخرى من السعادة، وأن قانون «ايش يقولوا الناس» قانون ظالم لا ينجح في سرقة الفرح إلا من القلوب الضعيفة، أما القلوب المؤمنة بالحب، فتبقى عصيّة على الانكسار.

يقول دوستويفسكي إذا أردت أن تعيد إنساناً للحياة ضع في طريقه إنساناً يحبه، إنساناً يؤمن به، فالعقاقير وحدها لا تكفي.

المستقبل يحمل لنا وعداً أجمل لحياة أفضل. العلم جدّد الخلايا المعطوبة بالخلايا الجذعية، والأعضاء المضروبة التى لا تؤدي دورها يزرع غيرها، وهذا لا يتأتى مع نفس مثقلة بالهموم تعيش الحرمان وتعاني الوحدة.

اختراعات تترى لتأخير الشيخوخة تمنح الإنسان قدرة متجدّدة وروحاً متوقدة.

تلتقي العزيمة الإنسانية مع العلم الحديث، في معركة واحدة ضد الموت البطيء، وعيش جودة الحياة، ومحاربة اليأس، واستدعاء الأمل، وتجديد المشاعر هي بمثابة «زراعة روح جديدة» تتطلب من يرويها.

إيناس الدغيدي، بجرأتها وإصرارها، جسّدت ما يحاول العلم أن يحقّقه بمعادلاته الدقيقة؛ أن الحياة قابلة للتجديد، وأن الفرح لا يُختصر في مرحلة، وأن الإنسان أقوى من قيود العمر حين يؤمن بنفسه وبمن يحب.

لا تتركها في نفسك.. اعملها وتوكل على الله.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى