لحظة الخوف.. بداية الحياة – أخبار السعودية – كورا نيو

الخوف من الفشل، ليس مجرد شعور عابر، بل ربما يكون مقبرةً للأحلام وسارقاً للنجاح، إلا أن قصة الأمريكية «لورا شولتز» تثبت أن تجاوز هذا الخوف قد يحول الإنسان إلى نسخة جديدة من ذاته قادرة على اقتحام المستحيل.
عام 1977، وجدت (لورا) -البالغة حينها 63 عاماً- نفسها أمام موقف مصيري عندما حشر ذراع حفيدها تحت مؤخرة سيارة، ورغم معاناتها من (الروماتيزم) وآلام المفاصل؛ استطاعت رفع السيارة بيديها العاريتين لتنقذ حياته. قوة لم تعرفها في نفسها من قبل، لكنها أيقنت أنها كانت كامنة تنتظر لحظة الخطر لتستيقظ.
هذه الحادثة لم تنقذ حفيدها فقط، بل غيرت حياتها هي أيضاً، فقد عادت (لورا) إلى مقاعد الدراسة وأكملت تعليمها حتى حصلت على شهادتها الجامعية، ثم أصبحت أستاذة جامعية وهي في السبعين من عمرها، محققة حلم عمرها الذي طالما كبله الخوف. وفي لقاء معها قالت: «اكتشفت أنني كنت قادرة طوال حياتي، لكن خوفي من الفشل كان يمنعني».
القصة لم تتوقف عند حدود البطولات الفردية، بل أصبحت مثالاً لما يعرف في علم النفس «العلاج بالصدمة» أو «علاج التعرض»؛ وهي تقنية علاجية يواجه فيها الإنسان مخاوفه عبر محفزات صادمة تفرض عليه اتخاذ موقف يعيد تشكيل أفكاره وسلوكياته. هذا النهج يستخدم في علاج حالات معقدة مثل (الفوبيا) واضطراب ما بعد الصدمة، أو آثار الاعتداء والعيش في بيئات سامة.
ويرى (سيغموند فرويد) -أحد أبرز المؤسسين لهذا الاتجاه- أن الإنسان بحاجة إلى أزمات مفصلية توقظ طاقاته الكامنة، وتعيد توجيه بوصلته الفكرية، ليكتشف مكنونات داخلية كانت غائبة عنه.
القصة تؤكد أن العقل البشري قادر على تحطيم القيود إذا تخلص من الخوف، وأن اللحظة التي يقول فيها المرء «أنا أستطيع» قد تكون بداية ولادة جديدة تقوده نحو إنجازات غير متوقعة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات