لعنة التيتانيك تستمر.. تفاصيل جديدة حول مأساة غواصة تيتان – أخبار السعودية – كورا نيو

بعد تحقيق معقد استمر عامين، أصدر خفر السواحل الأمريكي تقريرًا شاملاً حول كارثة غواصة «تيتان»، كشف تفاصيل صادمة حول الأسباب التي أدت إلى الحادثة، في تقرير استند إلى تحليل الحطام، وشهادات الخبراء، وفحص عمليات الشركة.
وأشار خفر السواحل الأمريكي إلى أن هيكل الغواصة المصنوع من ألياف الكربون كان يعاني من أضرار هيكلية كبيرة قبل الرحلة الأخيرة، هذه الأضرار، التي تفاقمت خلال الغوصات السابقة، جعلت الغواصة عرضة للانهيار تحت الضغط الهائل في أعماق المحيط.
وكشفت جلسات الاستماع، التي بدأت في سبتمبر 2024، تجاهل علامات تحذيرية واضحة من قبل شركة «أوشن جيت» على سبيل المثال، شهد المهندس الرئيسي توني نيسين أن الرئيس التنفيذي ستوكتون راش مارس ضغوطًا كبيرة لتسريع تصنيع الغواصة، متجاهلاً مخاوف السلامة التي أثارها الخبراء.
وفي 18 يونيو 2023، شهد العالم كارثة مأساوية هزت الأوساط البحرية والعامة على حد سواء، عندما فقدت غواصة «تيتان» التي تديرها شركة «أوشن جيت إكسبديشنز» الأمريكية، الاتصال بسفينة الدعم الخاصة بها بعد ساعة و45 دقيقة من بدء رحلتها الاستكشافية نحو حطام سفينة «تيتانيك» في شمال المحيط الأطلسي.
ماذا حدث لرحلة «تيتان»؟
وكانت الغواصة تحمل على متنها 5 أشخاص، بمن فيهم الرئيس التنفيذي للشركة ستوكتون راش، والملياردير البريطاني هاميش هاردينغ، ورجل الأعمال الباكستاني الأصل شاه زاده داود وابنه سليمان، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت، هؤلاء دفع كل منهم حوالى 250 ألف دولار لخوض هذه التجربة السياحية إلى حطام السفينة الأسطورية الواقع على عمق حوالى 3,810 أمتار قبالة ساحل نيوفاوندلاند، كندا.
وبعد أيام من البحث المكثف بقيادة خفر السواحل الأمريكي، وبمشاركة فرق دولية من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة، اكتشفت مركبة تعمل عن بُعد حطام الغواصة على بُعد حوالى 488 مترًا من مقدمة حطام «تيتانيك» تأكد لاحقًا أن الغواصة تعرضت لانفجار داخلي كارثي أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنها فورًا.
كما أشار مدير العمليات السابق ديفيد لوكريدج إلى أن شكاوى مقدمة إلى إدارة السلامة والصحة المهنية لم تُحقق فيها بشكل جدي قبل وقوع الكارثة، وأظهرت شهادات أخرى أن الغواصة واجهت مشكلات ميكانيكية في رحلات سابقة، بما في ذلك عطل في نظام الأثقال أدى إلى اضطراب الركاب قبل أيام قليلة من الرحلة المشؤومة.
مشكلات فنية في هيكل الغواصة
من الناحية الفنية، أوضح التقرير أن تصميم الغواصة كان غير تقليدي، إذ اعتمدت على هيكل من ألياف الكربون بدلاً من المعادن التقليدية المستخدمة في الغواصات العميقة، مما جعلها أقل مقاومة للضغوط الهائلة في الأعماق، كما أثار استخدام ذراع تحكم ألعاب الفيديو للتحكم في الغواصة تساؤلات حول مدى جدية الشركة في ضمان السلامة.
التقرير أشار أيضًا إلى أن الانفجار الداخلي وقع بسبب فشل هيكلي كارثي، إذ انهار هيكل الغواصة تحت ضغط المياه الهائل، مما أدى إلى تدميرها بشكل فوري، وأكد الدكتور ديل مولي، خبير الطب تحت سطح البحر، أن الضحايا لم يشعروا بأي ألم بسبب السرعة الفائقة للحادثة.
وأثارت كارثة «تيتان» جدلاً واسعًا حول سلامة السياحة تحت الماء، خاصة في الرحلات إلى أعماق المحيط. وقد دفعت الحادثة إلى دعوات لتشديد التنظيمات الحكومية على الشركات الخاصة التي تقدم مثل هذه الرحلات، كما سلطت الضوء على المخاطر التي تنطوي عليها استكشافات الأعماق دون الالتزام بمعايير السلامة الصارمة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات