لو لم تكوني عروسَ الأرض قاطبةً.. ما أسَّس الله بيتاً في أراضيكِ – أخبار السعودية – كورا نيو

بمشاعر تطاول عنان السماء، وفخر يملأ الأرجاء، ومحبة تلوِّن الفضاء، أشارك إخوتي السعوديين قيادة وشعباً احتفاءهم باليوم الوطني، الذي يشهد الذكرى الخامسة والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه.
هذا اليوم ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو استدعاء لقصة نجاح مُلهمة، ورؤية ثاقبة، وأصالة راسخة، وإحساس وطني منقطع النظير سطّره جيلُ الملك المؤسس وأبناؤه الملوك من بعده: حيث ضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والحكمة، ومحبة الوطن، والحرص على وحدة ترابه، والذود عن حياضه، والعمل الدؤوب على تطوره ونهضته، وحماية مكتسباته الحضارية الضاربة في أعماق التاريخ.
مملكة الإنسانية
شعَّ الضياءُ على أندى روابيكِ
واستنشقَ الكونُ عطراً من نواديكِ
هذي الصحاري تموجُ اليوم زاهيةً
ويُزهرُ الرملُ عزّاً في مغانيكِ
يا دوحةَ الخير يا فردوسَ عالمنا
تشرَّب الكونُ نُبلاً من معانيكِ
لو لم تكوني عروسَ الأرض قاطبةً
ما أسَّس الله بيتاً في أراضيكِ
يا واحةَ الخير كم فاحَ الشذى فرَحاً
ونامتِ الريمُ أُنْساً في بواديكِ
من ها هُنا يبتدي التاريخ أَحرُفَه
يا حبَّذا من روى تاريخَ ماضيكِ
فأسألُ الله أن يُبقيك شامخة
ويُجريَ الماء عذباً في سواقيكِ
فدًى لعينيكِ صُغت اليوم قافيتي
والقلب أودعتُه في رمل شاطيكِ
إنها المملكة العربية السعودية، مملكة الخير، ومملكة الإنسانية، وهي مهد الحضارات الإنسانية قاطبةً، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين في جميع أرجاء العالم، وامتدادها الحضاري ضاربٌ في أعماق التاريخ.
ومن أجل ذلك كله؛ فإنني أحبُّ المملكة العربية السعودية من كل قلبي، أحبُّ ماضيها وحاضرها، أرضها وسماءها، جبالها وسهولها، شِعابها وكُثبانها، أقحوانها ورَندها، غزلانها ونَوارسها، أحبُّها بكل ما فيها.
وكيف لا أحبّها وهي قبلة الروح، ومهوى الفؤاد، ومُستراح النفس، وتربطني بها روابط الطين، والدين، والقيم الإنسانية النبيلة، والأعراف الأصيلة، علاوة على وحدة الأهداف والرؤى والمقاصد السامية؟!
كيف لا أحبُّها وقد وقفَت موقفاً مشرِّفاً مع بلادي الغالية ومسقط رأسي سورية الحبيبة، موقفاً يُعبِّر عن أسمى القيم، ويجسِّد مكارم الأخلاق في أبهى صورها، ويعكس السجايا النبيلة الراسخة في النفوس الطيبة؟!
كيف لا أحبها، وقد صُقلت شخصيتي فيها، ونَمت مواهبي في أروقة مدارسها وجامعاتها ومؤسساتها الثقافية، وقد منحتني كامل الثقة، وهيَّأت لي جميع أسباب النجاح؟!
كيف لا أحبُّها، وفيها وُلد أبنائي وترعرعوا، وعاشوا بعزة وكرامة، ومن ثم درسوا في مدارسها وجامعاتها؟!
كيف لا أحبها وأنا أعيش في كنفها مع أسرتي منذ 27 عاماً، بأمن وأمان واحترام وتقدير؟!
كيف لا أحبُّها وقد حققتُ في ظلالها كل ما أصبو إليه، ليس على المستوى الثقافي والأكاديمي فحسب، بل على الصعد كافة؟!
كيف لا أحبُّها، وأنا أعيش بين ظهراني إخواني السعوديين، وأحضر مجالسهم الاجتماعية والثقافية، وقد منحوني كامل الثقة والاحترام؟!
ويوماً بعد يومٍ، تمضي المملكة العربية السعودية بعزم وثبات وهمة علياء في ارتقاء سلالم التطور، وتحقيق الإنجازات النوعية والمكتسبات الحضارية في جميع الميادين، على المستويين المحلي والعالمي.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين.
ودامت المملكة حكومة وشعباً بأمان واستقرار وتطور وتنمية مستدامة وازدهار وسؤدد على مرّ العصور والدهور.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات