ليلة انتحارية والفرحة سعودية – أخبار السعودية – كورا نيو

لا أبالغ إذا قلت إنني منذ فترة طويلة جداً تمتد إلى ثلاثة عقود، كنت أنتظر بشغف هذا اليوم الذي أرى فيه منتخباً يمثل الكرة السعودية في محفل قاري يؤهله لنهائيات بطولة كأس العالم، بهذه الجودة العالية من اللاعبين الذين يذكرونني كثيراً بمنتخب الزياني آسيوياً، وسولاري في نهائيات كأس العالم 94.
– أسعدني مدرب الأخضر السيد رينارد هذه المرة تحديداً، ذلك أن اختياراته لم تتركز على نادٍ واحد بعينه. إذ وُفِّق- والحق يُقال- في ضم أفضل اللاعبين الذين ظهروا بمستويات جيدة جداً مع أنديتهم في الدوري السعودي، الأمر الذي سينعكس معنوياً على أدائهم الجماعي ومهاراتهم الفردية وروحهم القتالية هذا المساء بعون الله وتوفيقه، في مواجهة مصيرية أمام منتخب إندونيسيا، الذي يملك نفس الآمال والطموح بالتأهل من هذا الملحق إلى بطولة كأس العالم، إذ لا ينبغي الاستهانة به حتى وإن كثرت الإصابات بين أبرز لاعبيه.
– لن أبالغ أيضاً إذا قلت إنني متفائل جداً بهذا المنتخب، وبفوز ساحق سيحققه بروح انتحارية سيراها العالم هذه الليلة وسيكون غير مصدق لما يراه. سيرى منتخباً «متكاملاً» يحرص لاعبوه على تقديم صورة «مختلفة» تماماً عن صور سابقة كانت في الزمن القريب تدعو إلى القلق والخوف، شاهدنا آخرها منتخباً لم يتأهل مباشرة إلى نهائيات بطولة كأس العالم، مما صعّب على المنتخب الحالي المهمة في ملحق «نكون أو لا نكون»، لكن سيتجاوزها بعزيمة الأبطال.
– قد يرى البعض أن في حديثي مبالغة في التفاؤل، وأنها نوع من التحفيز والدعم والتشجيع للاعبي الأخضر، ولو اعتبرنا هذا الرأي «صحيحاً»، فهل يُعقل أن يكون تأثيره الإيجابي أكثر بكثير من تأثير جماهير ستملأ هذا المساء ملعب الإنماء عن بكرة أبيه، يصل عددها إلى 60 ألف مشجع؟
لا توجد مقارنة، فما سطرته آنفاً بلغة التفاؤل، انطلق مصدره الرئيسي من اللاعبين أنفسهم، فهم نجوم كبار، «فخر الموجود»، سيكونون عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة والوطن ومحبيه. سنشاهدهم هذه الليلة يسطرون «إبداعاً» كروياً على المستطيل الأخضر يفوق خيالنا، يتوَّج- بإذن الله وتوفيقه- بانتصار تاريخي يدعو إلى مرحلة تفاؤل أكبر، بانتصار سيتحقق على المنتخب العراقي، وتأهل ينثر الفرح في صدورنا نحو منتخب يجب المحافظة عليه؛ ليمثل نجومه بكامل عدده في المونديال القادم بنفس التشكيل الأساسي والاحتياطي.
– إنه حلم كبير من المؤكد أنه راودهم كثيراً في صحوهم ومنامهم، بينما أراه أمام عيني حقيقة ثابتة: أخضر انتحاري.. والفرحة سعودية.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات