مرضى «التوحّد».. من أجلهم لا تتأخروا – أخبار السعودية – كورا نيو

من محاسن الصُّدف أن يتزامن الاهتمام بقضية طبية واجتماعية مهمة في التوقيت نفسه، وهي قضية مرضى «التوحد»، وربما لا أبالغ إذا وصفتها بمأساة المرضى وأسرهم بدلاً من وصفها بالقضية. كتب الزميل الأستاذ حسن المصطفى في صحيفة الشرق الأوسط يوم الخميس الماضي 2 أكتوبر مقالاً مفصلاً عن جوانب المعاناة الكبيرة لمرضى التوحد، عنوانه «دول الخليج وضرورة الاستثمار في أطفال طيف التوحد وفرط الحركة»، أشار خلاله إلى القصور الواضح لدينا كماً ونوعاً في مجمل الخدمات المقدمة لهذه الفئة، مقارنةً بدول أخرى بجوارنا، واختتم مقاله بعبارة بليغة تختصر كل شيء: «الاستثمار في هؤلاء الأطفال ليس صدقة اجتماعية، بل واجب وطني وقيمي، ورهان استراتيجي على أطفال يمتلكون قدرات ذهنية عالية ومهارات بدنية يمكن تطويرها».
وبعده بيومين، السبت 4 أكتوبر، كتبت الزميلة الدكتورة وفاء الرشيد في «عكاظ» مقالاً عنوانه «التوحد وأرقامه المخيفة تهددنا»، أقتبس منه هذه العبارة المهمة «كل يوم نتأخر فيه عن إنشاء مراكز عالمية متخصصة يعني مزيداً من الأطفال المهدور حقهم، ومزيداً من الأسر المنهكة… فالإنفاق على هذه الفئة ليس خياراً، بل واجب وطني وأخلاقي».
وفي تكثيف درامي خرج علينا مساء الإثنين 6 أكتوبر الإعلامي الأستاذ عبدالله المديفر بحلقة حوارية ثرية في برنامجه «في الصورة» عن التوحد مع استشاري طب أعصاب الأطفال المتخصص في التوحد الدكتور هشام الضلعان، غطت كثيراً من جوانبه الطبية، وناقشت بعض الإشكالات المعرفية الجوهرية المتعلقة به.
وبدوري، وجدت أنه من الضروري المشاركة في التنبيه للمشاكل الكثيرة والكبيرة والمعقدة في العناية بمرضى التوحد من واقع مشاهدات طبية واجتماعية كثيرة، كلها لا تسر، ولا توجد مؤشرات على حدوث تطور نوعي في العناية الشحيحة المقدمة لهم حالياً، لا في المجال الطبي أو التعليمي أو النفسي أو السلوكي أو الاجتماعي، أو الدعم الأسري المتخصص الصحيح.
لا أريد الدخول في تفاصيل قصص تقطع نياط القلوب لمرضى التوحد وأسرهم، كل المتعاملين معهم يعرفونها جيداً. ما نريده بشكل عاجل هو التنسيق بين كل الجهات ذات العلاقة لتقديم الخدمة الصحيحة الواجبة لهم كحق وطني وإنساني قبل كل شيء، في ظل دولة قادرة على ذلك. من أجل الإنسانية لا تتأخروا.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات