أخبار العالم

مصاب بفرط النشاط وليس شقياً – أخبار السعودية – كورا نيو



بالأمثال الشعبية إشارة لأنه في كل عائلة هناك من يوصف بأنه خروف أسود بالقطيع الأبيض وما شابه من تشبيهات تشير لوجود شخص شقي بالعائلة لا يكون سبب شقاوته سوء بالعائلة فبقية أبنائها طيبون إنما هذا الشخص الشقي ولد بصفات تعتبر سلبية ومن ثم يعاني هذا الشخص الموصوف بأنه شقي مما يسمى Halo effect «تأثير الهالة»، وهو الانطباع المعمم عن الشخص الذي يؤدي لافتراض أن كل ما يتعلق به هو سلبي، وهذا يضاعف من التصورات السلبية عن هذا الشخص الموصوف بأنه شقي، ولذا يعاني من الكثير من الأحكام الظالمة والجراح النفسية العميقة والعقد، بخاصة من أقرب المقربين، ورد فعل الأهل الخاطئ والمدرسين قد يدفع الشخص لسلوكيات سلبية مضادة مثل التمرد والجنوح والصحبة السيئة وسلوكيات الهروب النفسي مثل الإدمان والهروب من المدرسة والهروب من البيت والشغب، لكن العلم أزال تأثير الهالة السلبية عن هذه الفئة وكشف أن ما تعاني منه ليس بحد ذاته شيئاً يدل على سوء في الشخص إنما التعامل السلبي مع السمات غير العادية لحالته وعدم علاجها هو ما قد يجعله سلبياً، وهذه الحالة تسمى طبياً «اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه ADHD» ويتسم المصاب به بالسمات التالية:

* غالباً ضعف الأداء المدرسي والعملي ويترتب عليه الفشل الدراسي والفشل بالحفاظ على وظيفة عند الكبر إن لم يتعالج منذ الصغر.

* فرط الحركة والكلام والاندفاع والتهور وعدم القدرة على الجلوس لأوقات مطولة ويبدو متململا ومتحركا في جلسته.

* صعوبة التركيز بأي أمر وتشتت الانتباه حتى أثناء الكلام معه يبدو أنه غير منصت ولا صبر لديه لمتابعة الإنصات، لذا يتسرع بالرد والكلام بشكل غير مناسب ومقاطعة الآخرين وعدم القدرة على ضبط النفس.

* يبدو غير مهتم بكل أنواع المهام التي يفترض أن يكون مهتماً فيها بشكل مركز ويسهل أن يتشتت انتباهه.

* لا يلتزم بالنظام والتعليمات الموجهة إليه ولا بإتمام المهام ولا يفكر بعواقب الأمور.

* كثرة التعرض لكل أنواع الحوادث.

* قد يعاني من سرعة الغضب والعنف والكذب.

* ضعف واضطراب في العلاقات الشخصية والاجتماعية.

* حب لفت الانتباه ولو بالأمور السلبية، وبخاصة لتعويض ضعف أدائه في الجانبين الدراسي والعملي.

وكل تلك السمات وعواقبها تتسبب بالإصابة بمشاكل وأمراض نفسية وعقلية إن لم يتم التعامل معها بشكل سليم مثل الاكتئاب والقلق المفرط، ويجب عدم المسارعة إلى العقاقير قبل استنفاد فاعلية العلاج السلوكي والتربوي والمعرفي؛ لأن العقاقير لا تخلو من آثار جانبية سلبية، بخاصة على أدمغة الصغار في طور النمو، وأظهرت العديد من الدراسات أن تقنية التأمل التي تسمى «التأمل الواعي-Mindfulness Meditation» تساعد في علاج فرط النشاط في كل الأعمار حتى في مرحلة الطفولة، ولذا أدخلتها بعض المدارس الأمريكية ضمن برنامج رعايتها لطلابها الذين يعانون من فرط النشاط لأنها تعلم وتدرب الشخص على التحكم باتجاهات وعيه وتركيزه ونشاطه بشكل طبيعي، وهناك دراسات على الأثر الإيجابي لألعاب الفيديو المخصصة لعلاج فرط النشاط كنوع من العلاج «بالارتجاع الحيوي العصبي Biofeedback/‏Neurofeedback» الذي يدرب الشخص على التحكم بنشاط دماغه عبر جعله يراقب ذلك النشاط وتشجيعه على نمط النشاط المطلوب كلعبة «إنديفور آر إكس» من شركة «أكيلي إنتراكتف» التي وافقت عليها إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية كعلاج، كما أثبتت الدراسات أن نظام الغذاء الغربي الغني بالكربوهيدرات والدهون والسكر يزيد من فرط النشاط ولذا يجب أن يكون الغذاء الصحي والمكملات الغذائية جزءاً أساسياً من برنامج العلاج، وأظهرت دراسات أن التعرض للسموم البيئية مثل الرصاص بطلاء الجدران والمبيدات الحشرية يمكن أن يسبّب فرط النشاط.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى