مليارات ضائعة وأحلام مسروقة.. القصة الكاملة لمنصة FBC – كورا نيو

0 0 2 دقائق

مليارات ضائعة وأحلام مسروقة.. القصة الكاملة لمنصة FBC – كورا نيو

بدأت القصة في محافظات الدلتا المصرية، حيث وعد شاب يدعى «حاتم عبد الرحمن» بتحقيق الثراء السريع عبر منصة إلكترونية تحمل اسم FBC. كانت الفكرة بسيطة وجذابة: مشاهدة فيديوهات على يوتيوب مقابل أرباح يومية، مع إمكانية مضاعفة الدخل عبر دعوة آخرين للانضمام.

في البداية، بدت المنصة وكأنها تحقق وعودها. حيث بدأ مئات المصريين في تلقي أرباحاً حقيقية، مما شجع آخرين على بيع مقتنياتهم واقتراض المال للمشاركة. على سبيل المثال، استثمرت نانسي، من محافظة المنيا، 11 ألف جنيه بعد نصيحة من شخص تثق به. واستثمر كل من محمد عمر وزوجته من القليوبية 22 ألف جنيه، على أمل تحقيق دخل شهري مستقر.

لم يكتف القائمون على المنصة بالتسويق الإلكتروني، بل نظموا حفل عشاء في قاعة دار الياسمين بكورنيش إمبابة. هناك، حث «حاتم» الحاضرين على توسيع نشاط المنصة وجلب المزيد من المستثمرين، واعداً بأرباح مضاعفة. وزعم أن الشركة عالمية، تأسست عام 2000، وتتعاون مع الحكومة المصرية للقضاء على البطالة.

لكن الحلم تحول إلى كابوس في فبراير 2025. فجأة، توقفت المنصة عن العمل، وأُغلقت جميع هواتف المسؤولين. ادعى القائمون عليها تعرضها لهجوم إلكتروني، لكن الحقيقة كانت أبشع: عملية احتيال منظمة استهدفت أكثر من مليون شخص واستولت على 6 مليارات دولار.

تحركت الأجهزة الأمنية المصرية سريعاً. حيث كشفت التحريات أن المتهم الرئيسي، المعروف باسم «حاتم عبد الرحمن»، أدار شبكة من الوكلاء في محافظات الدلتا. وتم القبض على أحد المسؤولين في البحيرة، بينما يواصل فريق البحث الجنائي تتبع باقي المتورطين.

اليوم، يقف مئات الضحايا أمام أقسام الشرطة، يحملون مستندات تحويلات مالية وشاشات هواتف تظهر محادثات مع وكلاء المنصة. البعض فقد مدخرات العمر، وآخرون باعوا مصوغاتهم الذهبية أو اقترضوا من البنوك. وفي وسائل الإعلام، يحذر الخبراء من «المستريح الإلكتروني» الذي نقل عمليات النصب التقليدية إلى العالم الرقمي.

تبقى قضية FBC درساً قاسياً في مخاطر الاستثمار غير المنظم، وتحذيراً من وعود الثراء السريع التي تنتشر عبر الإنترنت. وبينما تواصل الأجهزة الأمنية ملاحقة المتورطين، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الضحايا من استعادة أموالهم المسروقة؟