منافق في زمن التلميع – أخبار السعودية – كورا نيو

مجرد أن تكتب كلمات بسيطة وصادقة تعبّر من خلالها عن رأيك في منصة «إكس» حول جائزة من الطبيعي أن يحصل عليها أحد أبناء الوطن المرشحين لنيلها، تجد نفسك محاصراً بكمٍّ هائل من التغريدات التي تحمل اتهامات باطلة، وتشكيكاً في مصداقيتك، ووصفك بأسوأ الأوصاف، من بينها أنك «منافق» و«إعلامي متقلّب».
– هذا ما حدث لي بعد تغريدة عبّرت فيها عن دعمي القوي للكابتن القدير سالم الدوسري بعدما أصبح أحد المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب آسيوي. في المقابل، جاءت ردة الفعل من أنصار نادي الهلال مختلفة تماماً، إذ انهالوا عليّ بتغريدات مليئة بالمدح والثناء والشكر على «وقفتي الوطنية» مع ابن الوطن، واعتبروني أفضل ناقد صحفي في الساحة الإعلامية.
– بعد أيام، خاض منتخبنا الوطني مباراته أمام منتخب إندونيسيا، ولم يقدّم قائد «الأخضر» الكابتن سالم الدوسري المستوى الفني المأمول منه، وذلك بإجماع المنصفين من المحللين والنقاد. وعندما احتسب حكم المباراة ركلة جزاء، حمدت الله في تغريدة أنه لم ينفذها رغم تقدمه لها، والسبب أنني خفت عليه من الإخفاق، خاصة أن سوء الحظ لازمه في تسديد ركلات الجزاء كثيراً، ولو أخفق مجدداً لتعرّض لنكسة كبيرة في مسيرته مع المنتخب، وواجه اللوم الشديد جداً من الجميع باستثناء فئة معروفة مواقفها المتناقضة.
– ولو أن الموقف نفسه حدث مع ناديها الهلال، لوجدنا حملة مرتبة من الإعلام الأزرق ضد اللاعب، متناسين إخلاصه الكبير وما قدّمه للهلال من إنجازات تفوق ما حققه أي لاعب سابق مثّل هذا النادي الكبير.
– حتى بعدما انتقدت أداءه الضعيف في مواجهة إندونيسيا، وجدت حملة شرسة من أصوات هلالية كانت قبل أيام تُكيل لي المديح والثناء عقب دعمي للكابتن سالم في ترشحه للجائزة، فإذا بها تنقلب عليّ بطريقة أضحكتني كثيراً.
– وما أضحكني أكثر أن تلك الأصوات غير الهلالية التي كانت تصفني بالمنافق والإعلامي المتقلب، تحولت بعد انتقادي لسالم إلى من يصفني بالإعلامي المنصف والكاتب الذي لا مثيل له! فقلت محدثاً نفسي: سبحان مغير الأحوال!
– ما أؤمن به هو أن «الآراء العاطفية» في عالم «تويتر/ إكس» الافتراضي يجب أن تُقابَل بروح منفتحة، فحرية الرأي حق مكفول للجميع، بشرط خلوّها من الإساءة الشخصية، حتى وإن كانت الآراء متباينة أو متناقضة. أما علاقتي بالمشجعين، أيّاً كانت ميولهم، فأتعامل معها وفق المثل القائل: «إرضاء الناس غاية لا تُدرك».
– عموماً، أتمنى أن يتجاوز منتخبنا الوطني مباراته القادمة أمام منتخب العراق غداً، ويتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. وما زلت متفائلاً بذلك، كما أتطلع لرؤية الكابتن القدير سالم الدوسري في أفضل حالاته النفسية والفنية أمام العراق، مثلما نراه مبدعاً مع ناديه الهلال، بروحه القتالية وعطائه المتميز، لنستمتع بأدائه الكروي الخلاق، تماماً كما استمتعنا بالموهبة الواعدة صالح أبو الشامات أمام منتخب إندونيسيا، ما شاء الله عليه.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات