أخبار العالم

من أيهود باراك وعرفات.. إلى نتنياهو والحيّة! – أخبار السعودية – كورا نيو



المباحثات المنعقدة بين إسرائيل وحماس في شرم الشيخ اليوم 2025م، تشبه لحدٍّ كبير، مباحثات السلام التي عقدت عام 2000م في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية. 25 عاماً تلخّص بدقة قصة الصراع المرير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، التحديات نفسها، العقليات نفسها، وربما تؤول إلى النتائج نفسها.

كما أنها تشرح أيضاً كيف انتقل «السلاح»، الذي ظنت الفصائل يوماً ما أنه سيحميها، إلى «القلم» الذي ظنت -أيضاً- أنه سيحقق حلمها بدولة، وموقّعة به اتفاقات سرعان ما تنهار، معيدة الجميع حجراً وبشراً إلى الخوض في الدماء والآلام، فلا السلاح فاد، ولا القلم جاء بنتيجة، فهل هي العقلية التي تديرهما؟ ربما تكون الإجابة عن السؤال هي المفتاح السحري الذي يبحث عنه الجميع.

إنها حكاية انتقال السلاح والقلم من كتف وأيدي «فتح» وشقيقاتها التنظيمات الليبرالية، إلى «حماس» وشقيقاتها الإسلاموية، لكن إسرائيل ستبقى هي إسرائيل لم ولن تتغير، من أيهود باراك إلى شارون مروراً بأولمرت وانتهاءً بنتن ياهو، بل قبل ذلك من غولدا مائير وبقية القادة الإسرائيليين.

كانت المفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات عام 2000م، في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور كلينتون وبندر بن سلطان، صعبة وقاسية بسبب فقدان الثقة بين طرفين بينهما بحار من الدماء، لقد تعرّضت محاولة ترميم السلام إلى فشل متتالٍ انهار في نهاية المطاف بشكل دموي إثر عمليات قتالية متعددة بين الطرفين، خاصة تفجير الحافلات والمقاهي في الداخل الإسرائيلي، التي قامت بها تنظيمات فلسطينية، والرد الإسرائيلي مفرط القوة عليها، وهو ما أدّى إلى انهيار اتفاقات أوسلو 1993م، التي عقدت بين الطرفين.

جاءت مباحثات كام ديفيد جزءاً من سلسلة جولات عديدة رعاها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والأمير بندر بن سلطان ممثل المملكة العربية السعودية، وهدفت للتوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين يعطي الفلسطينيين دولة ذات سيادة بمطار وحدود معترف بها، وهي الجهود نفسها التي تبذلها المملكة حالياً بالشراكة مع دولة فرنسا بدعم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

جولة مفاوضات «باراك – عرفات» انتهت دون التوصل إلى اتفاق، بسبب تدخل أطراف شرق أوسطية أقنعت ياسر عرفات بتأجيل الاتفاق مع أيهود باراك المنتهية ولايته، والتفاوض بدلاً من ذلك مع رئيس الوزراء المنتخب أيرييل شارون، لكن شارون جاء بأجندة مختلفة خدع بها عرفات وقوّض المشروع منهياً أهم فرصة في التاريخ الفلسطيني، وحاصر عرفات في مقر إقامته برام الله، إلى أن قضى نحبه في نهاية الأمر.

يا لها من 25 عاماً، تغيّرت فيها الوقائع ومراكز القوى على الأرض، وتقوّضت فيها السلطة الفلسطينية المدنية لصالح الفصائل العابرة ذات الأجندات المتنوعة والمختلفة؛ ولذلك فإن توقع نجاح مباحثات «شرم الشيخ» محدود ومشروط، فإسرائيل غالباً ما تطمح إلى تهدئة محدودة أو تسويات أمنية مع ضمانات صارمة، وليس حلاً شاملاً لمسألة غزة أو الاعتراف الكامل بحماس، التي تسعى إلى رفع مكانتها الدولية، وتحقيق مكاسب سياسية لعلها تزيح السلطة وتصبح هي الممثل الوحيد للقضية العالقة منذ أكثر من مئة عام.

كما أن العودة لجولات المفاوضات المباشرة الماضية بين حماس وإسرائيل، تظهر غالباً أنها تنتهي بتهدئة مؤقتة أو اتفاقيات قصيرة الأمد (مثل تهدئة 2014 أو 2021)، وليس حلولاً دائمة؛ ولذلك فإن المتوقع الأكثر واقعية هو اتفاق مؤقت أو تهدئة قصيرة الأمد، وليس اتفاقاً دائماً لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وكأن كامب ديفيد 2000م، تتكرر مرة أخرى.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى