أخبار العالم

من الرئتين إلى الدماغ.. كيف يؤثر تلوث الهواء على الخرف؟ – أخبار السعودية – كورا نيو



كشفت دراسة شاملة، شملت أكثر من 56 مليون شخص، نُشرت في 4 سبتمبر 2025 في مجلة Science، أن التعرض طويل الأمد للملوثات الهوائية الدقيقة (PM2.5) – وهي جزيئات متناهية الصغر يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر – يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالخرف بأجسام ليوي، وهو ثالث أكثر أنواع الخرف شيوعاً بعد خرف الزهايمر والخرف الوعائي.

وأظهرت الدراسة التي قادها باحثون من جامعة جونز هوبكنز وجامعة التكنولوجيا في سيدني أن التعرض لـ PM2.5 لا يسبب الخرف بأجسام ليوي مباشرة، لكنه يفاقم الحالة لدى الأفراد المعرضين وراثياً للإصابة به.

56 مليون مصاب بمرض باركنسون

وشملت الدراسة بيانات القبول في المستشفيات من عام 2000 إلى 2014، تغطي 56.5 مليون شخص مصاب بمرض باركنسون أو الخرف بأجسام ليوي.

وأظهرت النتائج أن التعرض لمستويات أعلى من PM2.5 ارتبط بزيادة بنسبة 12% في مخاطر دخول المستشفى بسبب الخرف الشديد بأجسام ليوي، مقارنة بمرض باركنسون بدون خرف.

وأجرى الباحثون تجارب على فئران تعرضت لتلوث PM2.5 لمدة عشرة أشهر، وأظهرت الفئران ضعفاً ملحوظاً في الذاكرة خلال اختبارات المتاهة والتعرف على الأشياء، إلى جانب زيادة في تراكم بروتين α-synuclein في الدماغ، وانكماش في الفص الصدغي الأوسط، وهو منطقة حيوية للذاكرة، وفي المقابل لم تُظهر الفئران المعدلة وراثياً والخالية من هذا البروتين أي تغيرات مشابهة، مما يؤكد دور البروتين المركزي في تطور المرض.

PM2.5 وعلاقته بالأمعاء والرئتين

ورصدت الدراسة تراكم بروتين α-synuclein في الأمعاء والرئتين، مما يدعم فرضية انتشاره من الأمعاء إلى الدماغ عبر محور الأمعاء-الدماغ، وأوضح الباحثون أن PM2.5 يتراكم في الرئتين، ويُسبب التهابات، ويخترق حاجز الدم في الدماغ، مما يفاقم التنكس العصبي.

وكشف تحليل تعبير الجينات في القشرة الحزامية الأمامية – وهي منطقة دماغية مرتبطة بالوظائف الإدراكية – عن ارتباط قوي بين أنماط تعبير الجينات لدى الفئران المعرضة لـ PM2.5 والأفراد المصابين بالخرف بأجسام ليوي، بينما لم يُلاحظ هذا الارتباط في مرض باركنسون بدون خرف.

وقال الباحث في الأمراض التنكسية العصبية بجامعة جونز هوبكنز شياو بو ماو: «أردنا معرفة ما إذا كان التعرض لـ PM2.5 يؤثر على مخاطر الإصابة بالخرف بأجسام ليوي»، وأظهرت النتائج أن هذه الجزيئات تسرع من ظهور المرض لدى الأفراد المعرضين وراثياً.

وأضافت عالمة الأعصاب السريرية بجامعة التكنولوجيا في سيدني هوي تشن: «تعكس النتائج التي حصلنا عليها من الفئران ما يحدث لدى البشر، إذ يحتاج الفرد إلى استعداد وراثي لتزيد مخاطر إصابته عند التعرض لـ PM2.5».

كيفية تسبب التلوث في الأمراض العصبية

وأشارت الدراسة إلى قيود منهجية، إذ تعرضت الفئران لجرعات عالية من PM2.5 على مدى فترة قصيرة، بينما يتعرض البشر عادةً لجرعات منخفضة على مدى طويل.

وأكد ماو أن الأبحاث المستقبلية ستركز على نماذج تعرض أكثر دقة وتحديد مكونات PM2.5 المحددة التي قد تُحفز العمليات التنكسية العصبية، وأضاف: «دراستنا فتحت نافذة لمزيد من الأبحاث لفهم كيفية تسبب تلوث الهواء في الأمراض التنكسية العصبية».

ومع تأثير تلوث الهواء على مليارات الأشخاص حول العالم، تؤكد هذه النتائج الحاجة الملحة لمعالجة العوامل البيئية المساهمة في الخرف، ومع شيخوخة السكان، يمكن أن يكون تحديد المخاطر القابلة للوقاية مثل التعرض لـ PM2.5 حاسماً في تطوير استراتيجيات لتأخير أو تقليل تأثير الاضطرابات التنكسية العصبية.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى