من الطفولة إلى الكبر.. دراسة فنلندية تربط التدين بجسم أقوى في العمر – أخبار السعودية – كورا نيو

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة هلسنكي في فنلندا أن الأفراد الذين نشأوا في بيئات دينية يتمتعون بصحة جسدية أفضل مع تقدمهم في العمر، مع قدرة أكبر على أداء الأنشطة اليومية الأساسية مثل ارتداء الملابس، الاستحمام، أو إعداد الطعام، وذلك في اكتشاف يلقي الضوء على العلاقة بين الروحانيات والصحة.
التاريخ الديني
ونُشرت الدراسة في مجلة Social Science & Medicine، واستندت إلى تحليل بيانات من عينة تضم آلاف الأشخاص في فنلندا، تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عامًا، حيث تابع الباحثون تاريخهم الديني وحالتهم الصحية على مدى عقود.
ووجدت الدراسة التي شملت أكثر من عشرة آلاف شخص تجاوزوا الخمسين من العمر في 28 دولة أوروبية، أن التدين أكثر انتشارًا بين الفئات الاجتماعية ذات الدخل المنخفض، إذ يلجأ البعض إلى الدين كوسيلة للتكيّف مع الشدائد.
ووجدت الدراسة أن الأفراد الذين ترعرعوا في أسر ذات خلفية دينية، سواء كانت مسلمة أو مسيحية أو غيرها، أظهروا معدلات أقل من الإعاقات الوظيفية في سن الشيخوخة مقارنة بأقرانهم الذين نشأوا في بيئات غير دينية.
ويعزو الباحثون هذه النتائج إلى عدة عوامل، منها القيم الاجتماعية والأخلاقية التي تعززها البيئات الدينية، مثل الدعم المجتمعي، الانضباط الذاتي، والعادات الصحية مثل تجنب التدخين أو الإفراط في شرب الكحول.
كما أشارت الدراسة إلى أن المشاركة في الأنشطة الدينية، مثل حضور الصلوات أو المناسبات الجماعية، قد تساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، مما يقلل من التوتر ويحسن الصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل.
عوامل أخرى
ورغم هذه النتائج، حذر الباحثون من أن الارتباط لا يعني بالضرورة علاقة سببية مباشرة، مشيرين إلى أن عوامل أخرى مثل الوضع الاجتماعي-الاقتصادي أو التعليم قد تلعب دورًا. ومع ذلك، أبرزت الدراسة أن التأثير الإيجابي كان أكثر وضوحًا لدى من نشأوا في بيئات دينية منذ الطفولة، مقارنة بمن تبنوا الممارسات الدينية في وقت لاحق من حياتهم.
وأثارت هذه النتائج نقاشًا واسعًا في الأوساط العلمية والاجتماعية، خصوصا في ظل انخفاض التدين في العديد من المجتمعات الأوروبية، بما في ذلك فنلندا، حيث تُظهر الإحصاءات تراجعًا في المشاركة الدينية بنسبة 20% خلال العقدين الماضيين.
وأكد الباحثون أهمية دراسة هذه الظاهرة في سياقات ثقافية مختلفة لفهم ما إذا كانت النتائج تنطبق عالميًا، خصوصا في مجتمعات ذات تنوع ديني أكبر.
وتأتي هذه الدراسة في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالعوامل غير التقليدية التي تؤثر على الشيخوخة الصحية، مثل الروحانيات والدعم الاجتماعي، مما يدفع إلى إعادة التفكير في كيفية تأثير القيم الثقافية والدينية على جودة الحياة في مراحل العمر المتقدمة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات



