أخبار العالم

مُتسع للحكاية.. ! – أخبار السعودية – كورا نيو



(جلسة سرية):

غالباً ما تدفعني الأيام للخلوة بذاتي بين الحين والآخر، أونسها وتُونسني، أحكي لها وتحكي لي، احتضنها وتضمني، وأراقب تفاصيل صغيرة لا ينتبه لها أحد، طير يحلّق بعيداً، ظل شجرة يتمايل، غروب الشمس أو غيمة تُسابق الريح.

هذه اللحظات البسيطة تُسعدني وتمنحني سلاماً داخلياً لا يشبه أي سلام أو هدوء، بالفعل وكأنها جلسة علاجية سرّية بيني وبين الكون.

(بيني وبيني):

لا أحتاج أن أُخبر أحداً بما في قلبي، فبعض الأشياء أحتفظ بها كأسرار صغيرة بيني وبين نفسي.

أحب أن أكون مستمعة أكثر من كوني متحدثة، وأجد في الإصغاء جمالاً يغيب عن كثيرين. ليس لأنني عاجزة عن التعبير، بل لأنني مؤمنة أن بعض ما نشعر به يفقد قيمته بمجرد خروجه من أفواهنا.

(على الهامش):

أحياناً أجد نفسي أكتب على الهامش أكثر مما أكتب في صلب الموضوع، كأني أرتب حياتي بخطوط جانبية مبعثرة، فالورق لا يُعاتبني، ولا يطلب مني تفسيراً لدوائري الكثيرة التي لا تنتهي.

أكتب عليه وأنا أعرف أنه سيحتضن سطوري كما هي؛ فوضوية، غامضة، وربما ناقصة. ولكن ومع هذا، يظل الورق صديقي الوفي الذي يمنحني دائماً الشعور بالأمان.

(مرآة الكاتب):

قد يظن البعض أن الكاتب يتخفّى وراء نصوصه، لكن الحقيقة أنه لا يختبئ بقدر ما يختار ما يُظهره منها.

فالكاتب الذي يُتقن اللعب بالكلمات، يستطيع أن يكتب بحرقة دون أن يحترق، وأن يُخفي حزنه بين سطور قد تبدو سعيدة.

الكاتب وحده من يملك مفاتيح الحبر، يستر حرفه أو يُعريّه (بجرة قلم)، وحين يريد، يجعل النص مرآة تكشف كل شيء.

(لا أرحل بصمت):

أحب أن أترك أثراً صغيراً حيث أمرّ، كلمة مكتوبة، أو فكرة عابرة، أو حتى صمتاً يشي بما لم أستطع قوله.

لا أحب أن يكون حضوري بارداً، أو متصنّعاً، بل دافئاً كنظرة حب تعرف طريقها إلى القلب وتُذكر دون ضجيج.

(في نهاية الأمر):

ما زال في الحياة مُتسع جميل للحكاية.

كل لحظة نعيشها، كل شعور، كل ابتسامة، كل لقاء، يضيف شيئاً من معناه الخاص لقلوبنا، وفي هذا الانتباه، يجد القلب فسحة للسعادة وللراحة.

وهكذا؛ سوف تظل الحكاية مستمرة، صغيرة وكبيرة، واضحة وهادئة، كما هي الحياة نفسها.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى