نادي المناضلين المزيف ! – أخبار السعودية – كورا نيو

«أقصر طريق إلى عضوية نادي (المناضلين) العرب هو شتم السعودية».
قالها جلال كشك ذات يوم، ليست مجرد نكتة سياسية، بل تشخيص ساخر من الراحل لحالة عقلية عربية استمرأت اختزال النضال في خصومة جاهزة، وشعارات هزيلة وخطابات جوفاء، ومنذ عقود؛ شكّلت المملكة العربية السعودية هدفاً لمن أراد إثبات انتمائه إلى معسكر «التقدّمية» أو «المقاومة»، فيأتي الطريق الأسهل لحجز مقعد على منصة النضال هو أن تشتم السعودية، لا أن تُقدّم مشروعاً، أو تواجه عدواً، أو تطعم طفلاً جائعاً أو تستر فقيراً في وطنك الأم!
في منشور على منصة x كتب الأستاذ الإعلامي داود الشريان عن تعاطي القنوات الناطقة بالعربية مع الدور الإقليمي والدولي للمملكة، باعتباره تهمة واستشهد بمقولة كشك عن نادي (المناضلين) العرب، وهذا واقع، ولكنه ليس لب القصد في منشور الأستاذ داود، بل إن الأهم هو انزلاق بعض الصحفيين والمعلقين السعوديين (وبدوافع نبيلة) إلى الظهور كمحامين أمام سيل التهم والزيف الفارغ، والحقيقة – في تقديري – أنه لا توجد قضية ولا نحتاج لمحاماة عن مواقف هي في الأصل (إنجازات) ونجاحات تطرح على طاولات الأجندات بإدارة الحاقدين والمبغضين من فلول الإخوان والحزبيات، تحت مسمى برامج حوارية تلوكها ألسن المجندين والمجندات لهذه القنوات الموجهة التي كرّست لعقود سردية مشوّهة عن السعودية، بينما تغافلت عن انتهاكات حلفائها المقربين، وامتنعت عن تغطية أحداث إنسانية لا تتفق وأجندات مشغليها ولا تخدم مصالحها، وعلى كل ففي نهاية تلك الحوارات يكتشف المتلقي – محباً أو كارهاً – أنه أمام جلسات للفضفضة والارتياح النفسي والتعافي من عبء هذه المنجزات وأصدائها التي أزعجت الآذان وأوغرت الصدور وضيقت الرؤى والخواطر؛ يعني جلسات Recovery Meeting، وبمعنى آخر Group Therapy كما في الأفلام.. ليس إلا.
أما في ما يتعلق بعضوية نادي (المناضلين) من منبوذي المثقفين والسياسيين العرب، الذين يكتسبون شرعيتهم النضالية بمجرد مهاجمتهم السعودية، بغض النظر عن مواقفهم الحقيقية أو ما يقدّمونه فعلاً من فكر أو نضال، فهم يتعمدون مهاجمة السعودية كوسيلة سهلة للشهرة أو إعادة تدوير ظهورهم بمظهر المناضل أو التقدمي أو القومجي إلخ، دون أن تكون لديهم مواقف ثابتة أو منجزات حقيقية، وقد تعودنا هذا السلوك وشربنا فجورهم ومصائبهم (مثل شرب الفناجيل) برداً وسلاماً …!
لا تدّعي السعودية الكمال، ولا تعفي نفسها من النقد، لكنها في العقد الأخير قطعت خطوات واسعة في منجزات اقتصادية واجتماعية وسياسية كبرى تمسّ واقع مواطنيها، وتواجه بها تحديات عصرها. لكن رغم ذلك، ما زال بعض «المناضلين» العرب يصرّ على استخدام خطاب الستينيات، رافضين الاعتراف بالتغيّر، لأن الاعتراف يُسقط عنهم عباءة التميّز التي اكتسبوها مجاناً بشتمهم إياها. ما قاله جلال كشك لم يكن إلا مرآةً مكسورة لمجتمعات اعتادت تزييف البطولات وحروب الشعارات، وبينما تتقدّم السعودية على الأرض بخطوات جريئة، ما زال «نادي المناضلين» المزيّف يلوك شعاراته القديمة في مقهى قديم، ينتظر التصفيق من كفوف تمتد للتسول… والتوسل!
أخيراً.. السعودية لا تحتاج دفاعاً عن مواقف هي في الواقع مشرفة، بل تحتاج «دفعاً» لتلك المواقف على منصات العدو قبل الصديق، وقلب الطاولات في تلك القنوات المشؤومة من الاتهامات إلى رص قائمة المنجزات والنجاحات.. فالحج على الأبواب وموجة الصياح الموسمية أزِفت!
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات