أخبار العالم

نظام «حضوري» بين التعطّل والتعطيل – أخبار السعودية – كورا نيو



التعليم وتطوره ووجود نظام تعليمي مريح مبني على أساس الثقة، وخاصة في المعلمين والمعلمات، هو من أهم أسباب التطور في المجتمعات مع عوامل مهمة أخرى يأتي في مقدمتها مناهج عصرية تلبي احتياجات المجتمع في أغلب التخصصات. ويجد خريجو التعليم الفرص المناسبة للعمل في القطاع العام، والأهم برأيي هو إيجاد كوادر وطنية مؤهلة للعمل في القطاع الخاص، حيث تتجه أغلب حكومات العالم أن تكون في مقام الإشراف والرقابة والتشريع، يأتي المعلم في هذه الحالة كعنصر أساسي بشري مهم في العملية التعليمية، وكم تحدثنا في عقود ماضية عن اختطاف التعليم من بعض المعلمين والمشرفين على المناهج، حيث كانت لهم أجندات خاصة لتنظيمات دينية لا تعترف بالدولة الوطنية كما تيار الإخوان المسلمين.

من الأهم إعطاء الثقة في المعلم بالعملية التعليمية بعيداً عن بعض الأنظمة التي تهتم فقط بحضور الموظف مادياً؛ أي بجسده وبقائه في عمله الساعات المطلوبة ومن ثم التبصيم في الخروج، لا يهم إن كان ذلك الموظف أدى عمله وما هي إنتاجيته، وقد يكون الضرر لبعض هؤلاء الموظفين محدوداً ولو أن وجوده والتساهل معه كارثي ويصل إلى حد الفساد الإداري، ولكن مثل دور المعلم أكبر في اعتقادي أن يبصم في الدخول والخروج في ساعات محددة، وأن يهدر وقته وهو ينتظر ساعة الخروج إذا لم يكن عنده حصص، فالأساس باعتقادي هو الثقة في المعلمين والمعلمات وكلنا يتذكر في مراحلنا الدراسية أن الغالبية من معلمينا كانوا أكثر حرصاً منا على الوقت في أيام دراستنا وأنا على ثقة بأن الحال ما زال كما هو، وعلينا ألّا نفقد الثقة بهم ونحسسهم بأنهم مراقبون ويأتون في ساعة محددة وينصرفون في وقت محدد. المجتمعات تأتمن المعلمين في تشكيل عقول أبنائها عماد قوتها، فكيف نلتفت إلى قضايا تفقد ثقتنا فيهم، والحقيقة أن البيئة المدرسية المثالية هي أحد نجاح مخرجات التعليم للطلاب، فكيف يمكن تحقيق ذلك في بيئة مدرسية ضاغطة على المعلمين وهم ينتظرون ساعة محددة للخروج من مدارسهم والبعض منهم له ساعات لا يوجد عنده حصص يقوم بها، إذا كان لا بد من الاستمرار في هذا النظام فلماذا لا يستفاد من الأوقات المهدرة بالانتظار للمدرسين للخروج من المدارس بزيارات ميدانية لمتاحف أو أماكن تراثية أو معالم في المدينة مع بعض طلابهم أو أن يكون هناك أوقات حرة يقدم فيها بعض المعلمين محاضرات أو مشاركات ثقافية وفنية للطلاب وتكون اختيارية كورش للرسم والموسيقى والفلسفة مثلاً.

أساتذة الجامعات بالعالم كله يكون لهم الحرية المطلقة في الحضور والغياب وطريقة تدريس المنهج؛ أي أن الثقة في الأستاذ الجامعي هي الأساس بدون رقابة أو تعقيدات. وأتذكر أن هناك دكتوراً درست عنده جغرافيا سياسية، وهي مقرر إجباري على طلبة قسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، وكان ذلك الدكتور هو حسين بندقجي، متمكناً من مادته، ولديه طريقة شيقة في شرح المادة، ولا يستعين بكتاب أو مذكرات كلها من رأسه، وما يميزه وله علاقة بهذا الموضوع أنه من الأساتذة القلائل الذين لا يسجل حضور أو غياب طلابه، ورغم ذلك تجد مدرج مادته ممتلئاً عن آخره، بل إن هناك طلاباً يحضرون له وهم غير مسجلين في المادة. علينا أن نحبب المعلمين والأساتذة في مهنتهم بعيداً عن تعقيدات أنظمة البصمة أو غيرها من الوسائل الأخرى لتثبت لنا حضور المعلم ولكن لا نعرف مقدار تمكنه واستعداده في تدريس مادته وهذا هو الأهم في التعليم.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى