أخبار العالم

هل نستطيع أن نتغيّر ؟ – أخبار السعودية – كورا نيو



الجواب الإيجابي: نعم نستطيع. وهذا الجواب يصدق على الفرد والمؤسسات وعلى الدول والكيانات. التغيير على مستوى المؤسسات والشركات والدول أكثر تعقيدًا من تغيير الفرد لنفسه، لأنه يعتمد على أنظمة وهياكل وقوانين وثقافات جماعية. لكن هناك مبادئ مشتركة لإحداث التغيير المؤسسي.

نعم، يمكنك تغيير نفسك، لكن هذا التغيير له متطلبات عديدة لا تتوافر لدى كثير من الأفراد. أول شيء -في نظري- يتطلبه التغيير أن يشعر المرء بأنه في حاجة إلى تغيير نفسه إلى الأفضل. إذا ظل الإنسان يكرر الأخطاء، لا يقبل النقد ويخاف منه، ولا يفرق بين نقاط قوته وضعفه، وينظر للأمور من منظار واحد أو مفاهيم محددة، ويجعل قناعاته تتحكم فيه، راضيًا بما هو عليه، لا يضع نفسه في مكان الآخر، غافلًا عن إدراك حقيقة أن التغيير ضرورة. وقد قيل: «بقاء الحال من المحال». كما يقف عائقًا في طريق التغيير عدم القدرة على التعلم من الخطأ بشكل منهجي وموضوعي، والحرص على تعظيم الإيجابيات وتصحيح السلبيات. التغيير يتطلب إرادة حقيقية، وخطوات عملية، وصبرًا طويلًا. التغيير يتطلب معرفة الأولويات وعدم حرق المراحل والقفز على الأساسيات.

العديد من الكتب والمؤلفات كُتبت عن التغيير من جوانب عدة: نفسية، وعقلية، وعاطفية، وعملية. وقد قيل: «أنت لست حبيس شخصيتك الحالية، الدماغ البشري مرن وقابل للتغيير» (هذه حقيقة علمية تسمى «المرونة العصبية»). الفارق بين الشخص الذي تغيّر وآخر لم يتغير هو «البدء والاستمرارية». كما قال جبران خليل جبران: «الحياة لا تتغير بتغيير السنون، بل بتغيير العقول والقلوب». يجب الاستفادة من الأدوات المعرفية، مثل كتاب «قوة العادات» لتشارلز دوهيج، والدراسات النفسية حول المرونة العصبية (إثبات أن الدماغ قادر على التكيف). وقد قيل: «التغيير لا يعني أنك أصبحت شخصًا مختلفًا، بل يعني أنك فهمت نفسك بطريقة أعمق، واخترت أن تتطور». ويقول جلال الدين الرومي: «لنختار ما نريد أن نكونه».

الفروقات بين تغيير الفرد والمؤسسات يمكن تلخيصها فيما يلي: تغيير الفرد يعتمد على الوعي والإرادة. تغيير المؤسسات والدول يحتاج إلى إستراتيجيات طويلة الأمد، وقيادة حكيمة، وتغيير ثقافي جماعي. النجاح في التغيير المؤسسي يحتاج إلى مزيج من الإصلاحات الهيكلية والتأييد الاجتماعي. التغيير الفردي يبدأ من الداخل، أما التغيير المؤسسي فيحتاج إلى هندسة اجتماعية ذكية.

التغيير ليس خيارًا بل ضرورة حتمية للحياة والتقدّم. لقد أثبتنا أن الإنسان قادر على تغيير نفسه عندما يمتلك الإرادة الحقيقية والوعي الكافي، كما أن المؤسسات والدول قادرة على التحول عندما تتبنى رؤى إستراتيجية وقيادات حكيمة. الفرق الجوهري بينهما يكمن في أن التغيير الفردي ينبع من الداخل، بينما التغيير المؤسسي يحتاج إلى آليات وهياكل داعمة.

التغيير الحقيقي ليس حدثًا عابرًا، بل هو رحلة مستمرة من التطور والنمو. كما قال جبران خليل جبران: «التغيير الحقيقي يبدأ من العقول والقلوب». فهل أنت مستعد لبدء رحلتك التغييرية اليوم؟ تذكر أن كل تحول عظيم في التاريخ بدأ بقرار فردي.

الخيار بين البقاء على ما نحن عليه أو التحوّل إلى ما نطمح أن نكونه هو خيارنا وحدنا. فكما قال جلال الدين الرومي: «لنختار ما نريد أن نكونه». فماذا تختار لنفسك؟ ولمؤسستك؟ ولمجتمعك؟ الإجابة بين يديك.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى