هل وصلت رسالة ولي العهد للعقاريين وتجار الأراضي؟ – أخبار السعودية – كورا نيو

أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الخطاب الملكي السنوي أمام مجلس الشورى عند افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة، أن النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده المملكة رافقه ارتفاع في أسعار العقار السكني في بعض المناطق إلى مستويات غير مقبولة، مما تسبب في تشوهات بالقطاع وأسهم في رفع متوسط تكلفة السكن مقارنة بدخل المواطن، الأمر الذي استدعى التدخل لوضع سياسات تعيد التوازن للقطاع بما يخفض كلفة العقار ويشجع الاستثمار في التطوير العقاري ويتيح خيارات مناسبة ومتعددة للمواطنين والمستثمرين.
السكن وتشوهات السوق
جاءت إشارة ولي العهد إلى أن الطفرة الاقتصادية انعكست بشكل مباشر على أسعار العقارات السكنية، فبدل أن يكون النمو فرصة لتحسين مستوى المعيشة، تحولت بعض المناطق إلى بيئات عقارية غير متوازنة فالارتفاع غير المبرر للأسعار ألقى بظلاله على الأسر السعودية، حيث ارتفعت كلفة السكن بشكل يفوق وتيرة نمو الدخول، ما دفع الدولة إلى التدخل عبر سياسات تهدف إلى إعادة التوازن وتحقيق العدالة في السوق العقاري.
إعادة التوازن
وأضاف: العمل الجاري اليوم يستند إلى منهجية واضحة تقوم على خفض التكلفة وتشجيع الاستثمار المنتج، عبر برامج للإسكان، وتطوير أنظمة الرهن العقاري، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في مشروعات التطوير. كما أن فتح المجال أمام خيارات متنوعة يحقق مستويين من التوازن: تمكين المواطن من الحصول على سكن ملائم وبسعر مقبول، وتوفير بيئة استثمارية محفزة للمطورين العقاريين بما يضمن استدامة المعروض.
الأزمة السكنية
يرى الخبير العقاري فهد عبدالله السيف أن حديث ولي العهد يعكس وعياً عميقاً بجذور الأزمة السكنية، فالارتفاعات غير المبررة لا تعكس نقصاً حقيقياً في الأراضي أو الوحدات، بقدر ما هي نتاج تشوهات السوق والمضاربات. ويضيف السيف أن السياسات الجديدة ستؤدي إلى ضبط الإيقاع بين العرض والطلب، بما يخفض الأسعار تدريجياً ويعيد السوق إلى مساره الطبيعي. كما أن تحفيز التطوير العقاري سيعطي المواطن خيارات أوسع، ويعزز الثقة في أن السكن لن يكون عبئاً مالياً متصاعداً، بل حقاً ميسراً يتماشى مع تطلعات رؤية 2030 في رفع جودة الحياة.
وأضاف: خطاب صريح وحازم، حيث وضع ولي العهد ملف السكن في صدارة الاهتمامات الوطنية، مؤكداً أن قوة الاقتصاد لا تكتمل ما لم ينعكس أثرها على حياة المواطن. ومع انخراط الخبراء والمطورين في صياغة سياسات متوازنة، يلوح في الأفق قطاع عقاري أكثر عدلاً واستدامة، يحقق المعادلة بين حق المواطن في المسكن، وحق المستثمر في بيئة جاذبة ومنظمة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات