أخبار العالم

ويل سميث في الشارقة.. حين يعترف البطل بأن القصص أنقذت حياته – أخبار السعودية – كورا نيو



في أمسية استثنائية حضرتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، خطف النجم العالمي ويل سميث قلوب جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، ليس ببريق السينما هذه المرة، بل بصدقٍ نابع من عمق التجربة، وباعترافات نادرة عن أثر الكتابة والسرد في تشكيل حياته.

بدأ سميث حديثه بمحطة أثّرت فيه قبل دخوله القاعة؛ لقاء قصير جمعه بالشيخة بدور وإهداؤها له كتابها «أخبروهم أنها هنا»، وهو كتاب – كما يقول – لمس جزءاً حساساً في داخله، وفتح أمامه أسئلة جديدة حول الأحلام والرؤى التي طالما تجنب الإفصاح عنها. واعترف: «ما أقوله للعالم لا يمثل سوى 10% مما أعيشه داخلياً.. لم أكن شجاعاً بما يكفي لأقول إن لدي رؤى، والآن أحاول العثور على هذه الشجاعة».

وفي حوار أدارَه الإعلامي الإماراتي أنس بوخش، تحدث سميث عن إيمانه بأن السرد ليس ترفاً، ولا مجرد أداة للترفيه، بل هو «اللغة الأم للعقل»؛ الطريقة التي يفهم بها الإنسان العالم ويعيد ترتيب فوضاه الداخلية. وأوضح أن قصته الشخصية، حين كتبها في سيرته Will، كانت تجربة هزّت حياته من جذورها، قائلاً: «الكتابة جعلتني أرى الفارق بين من أنا فعلاً وبين الصورة التي رسمتها لنفسي».

وتوقف سميث أمام المشهد الثقافي في الشرق الأوسط، مؤكداً أن المنطقة تمتلك إرثاً عظيماً من القصص لم يُكتشف عالمياً بعد. وأشار إلى أن الأفكار الكبرى تتجاوز الجنس والعرق، وأن الحكايات التي تُكتب بلغة إنسانية خالصة تصل إلى كل قلب مهما اختلفت الثقافات.

وبصراحة نادرة، تحدث سميث عن دور الألم في صناعة الإنسان، مؤكداً أن النجاح الحقيقي لا يولد في المناطق الناعمة من التجربة، بل في لحظات الانكسار والتحدي: «يجب أن تكون مستعداً للمعاناة لتحقيق حلمك، فالصعوبات تصنع الشخص الذي نطمح أن نكونه».

وشدد على أن السعادة لا تأتي من المال أو الشهرة، بل من «استخدام الموهبة لصنع أثر حقيقي في الآخرين»، واصفاً هذا الشعور بأنه أعظم مكافأة عرفها في حياته.

وتطرق سميث إلى أهمية مخاطبة أجيال اليوم بلغة عالمية يفهمها الجميع، لغة لا تحتاج إلى ترجمة؛ «لغة القصص». وأشار إلى أن التواصل مع الجمهور لا يتحقق عبر الانبهار المؤقت، بل عبر الصدق، والحديث عن التجارب التي يمر بها كل إنسان، وتلك اللحظة الخفية من القصة التي تمس القلب قبل العقل.

واستعاد سميث ذكريات طفولته، مؤكداً أن أفلاماً مثل «حرب النجوم» كانت بذرة الإلهام الأولى التي جعلته يدرك أن القصة يمكن أن تغيّر الفكر والمشاعر معاً، وأن السرد الشعبي – في كل ثقافة – هو الجسر الأكثر أصالة لفهم الإنسان.

وفي ختام الجلسة، دعا سميث الجمهور إلى «استراحة صادقة من ضجيج العالم الرقمي»، قائلاً: «التعرض المستمر للمحتوى غير الهادف يسمّم الفكر، امنحوا أنفسكم وقتاً في الطبيعة، أو مع كتاب، أو مع صمتٍ يعيد ترتيبكم من الداخل»، مؤكداً أن هذا الانفصال ليس رفاهية، بل ضرورة لفهم الذات وحماية العقل من صورٍ زائفة لا تُشبه الحقيقة في شيء.

هكذا غادر ويل سميث منصة الشارقة، لا كنجم هوليوودي، بل كحكّاء يعرف أن القصة، قبل كل شيء، هي ما يجعل الإنسان إنساناً.


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى