«1447هـ» يُؤذن بأفول شمس 50 عاماً للأندية الأدبية – أخبار السعودية – كورا نيو

منذ صدر مرسوم ملكي بتأسيسها في مايو 1975م، والأندية الأدبية صامدة، تصدّت لجبهات ناقدة، وجابهت رياح تحولات عارمة، واستجاب بعضها وإن ببطء للمتغيرات، خصوصاً مع القرارات الصارمة، وصفها التقليديون في مطلعها بالحداثيّة، ثم تبوأ تقليديون ذروة سنامها، فاتهمها التقدميون بالرجعيّة، ثم تبنت خيارات المرحلة، ولزم بعضها منهج «بين بين»، ثم واكبت المجتمع برفع لواء الحداثة، وإعلان الاستقلالية عن الوصاية، وتبوأت شمسها كبد السماء، وغدت ملء السمع والبصر، إلا أن سيرة ومسيرة 50 عاماً، والمراسيم الملكية التي صدرت بها، لم تشفع لها في مواصلة مشوارها، فالمؤشرات تؤذن بأفول شمسها، ونحول بدرها، في ظل ما اتخذته وزارة الموارد البشرية من قرارات، لتسريع تحويلها إلى جمعيات، وبذلك تطلق رصاصة الرحمة على مؤسسات ثقافية خدمت المشهد الثقافي العربي لأكثر من نصف قرن.
وعلمت «عكاظ»، أن عدداً من المثقفين تلقوا خطابات تكليف بإدارة ما تبقى من الأندية الأدبية، التي لم تتحول إلى جمعيات، واستقبلت شخصيات أدبية اتصالات هاتفية من مسؤولي القطاع غير الربحي في وزارة الموارد البشرية، لتولي زمام الفترة الانتقالية، والتي ربما تمتد إلى خمسة أشهر، وستكون إدارتهم عن بُعد «اون لاين»، عدا وقت الإشراف على انتخابات مجلس الجمعية، التي يُفترض أنها لا تتضمن مسمى «نادي» ولا «منطقة»، وسينعقد اجتماع بين ممثلي وزارتي الموارد والثقافة والمكلفين بمجالس الإدارة المكلفين أخيراً، لوضعهم في صورة تفاصيل التكليفات.
رئيس أدبي الباحة: رفضنا طمس هويّة النادي ورحّبنا بالحوكمة
أوضح رئيس أدبي منطقة الباحة الشاعر حسن الزهراني، أن المركز الوطني للمؤسسات غير الربحية اشترط أن يتحول كل نادٍ إلى جمعية لا يذكر فيها مسمى «نادي»، ولا يذكر فيها اسم «المنطقة» التي يتبع لها، وعدّ هذا الاشتراط طمساً لهوية الأندية الأدبية تماماً، ما نتج عنه رفض الجميع لهذا الشرط مع الترحيب بالحوكمة باعتبارها نظاماً دقيقاً سيريح الجميع ويواكب الرؤية، لافتاً إلى أنه عقِب مدة بدأ نادي الأحساء بالتحول إلى جمعية «أدباء»، ثم تبعته أندية، مؤكداً أن كل الأندية مستقبلاً ستؤول إلى جمعيات، وتُطوى صفحات مشرقة ومشرفة كانت فيها الأندية الأدبية السعودية على مدى 50 عاماً تقود المشهد الأدبي على مستوى الوطن بل والوطن العربي في عصرها الذهبي، مضيفاً أن أعين كبار الأدباء والمفكرين من الخليج إلى المحيط على نشاطاتها ومؤتمراتها ومهرجاناتها وملتقياتها ومسابقاتها وجوائزها ومطبوعاتها وفعالياتها الدورية المميزة والمتجددة كل عام.
رئيس أدبي تبوك: سننسف القرار بخطاب قانوني
أكد رئيس أدبي منطقة تبوك الدكتور نايف الجهني، أن النادي بصدد إرسال خطاب قانوني إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لنسف القرار الموجه إلى النادي أخيراً. وأوضح الجهني أن الخطاب الوارد من الموارد ليس مُلزِماً كونه يتضمن أخطاءً كثيرة؛ منها وصفنا بمجلس إدارة ونحن هيئة إدارية، مبدياً تحفظه على مفردة «عزل» الواردة في الخطاب، وعدم توضيح الخطاب للمخالفات، ما أفضى لتشويش بسبب الغموض، وليس من طبيعة العمل الإداري التحدث بشكل غامض كون النادي لم يخضع بعد لنظام الجمعيات الأهلية. وحسب اللائحة، النادي هيئة أدبية شبه حكومية، ومن المنطق أن نكون تابعين لهيئة الأدب، خصوصاً أن الثقافة هي المشرفة علينا حسب آخر خطاب موجه لنا منها. وقال: «نحن في حيرة واستغراب، إذ لم يتواصل معنا أحد بشكل مباشر»، وتساءل: كيف نتعامل مع قرار لم يصدر من الجهة التي تشرف علينا، وهل يسمح لنا النظام بتسليم جهة لجهة لا تنتمي إليها، وما المسوّغ النظامي للتسليم، خصوصاً أن أدبي تبوك لديه حساب مالي ليس بسيطاً، وتسليمه يحتاج لقرار من جهة الإشراف؟ ويجيب: «هذا ما لا نستطيع فهمه، هناك أمر ما لم نستوعبه، وحسب آخر خطاب وصل لنا من الثقافة أننا نتبعها». وعن مبادرة بعض رؤساء الأندية للتحوّل إلى جمعيات، وشعورهم بالخذلان، أكد أنه لم يخذل أحداً، فالجميع أصلاً في الطريق لذلك، وتم إرسال خطاب تضمن الترحيب بذلك، إلا أننا كنا نحتاج وقتاً لإبلاغ جهة الإشراف وتلقي ردها.
من 6 أندية اقترحها عزيز ضياء وتبناها فيصل بن فهد إلى 16
لعبت الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في تشكيل المشهد الثقافي، إذ بدأت فكرة تأسيسها في عام 1975م (1395هـ)، باقتراح من الأديب عزيز ضياء، فكرة إنشاء أندية أدبية في المدن الكبيرة خلال اجتماع مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي رحّب بها وتبناها، وصدرت مراسيم ملكية بتأسيس ستة أندية في الرياض، وجدة، والطائف، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجازان، وزاد عددها إلى 16 نادياً في كافة مناطق المملكة. ونجحت الأندية في تفعيل الحراك الثقافي والأدبي، بتقديم فعاليات متنوعة، وتنمية مهارات التواصل من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة، واكتشاف ورعاية المواهب الأدبية، وبناء جسور التواصل بين الأدباء والمثقفين داخل الوطن وخارجه. وبدأت الأندية الأدبية نشاطها تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم تحوّلت إلى وزارة الثقافة والإعلام، عام 1426هـ (2005م)، وفي عام 1440هـ (2019م) انتقل الإشراف إلى وزارة الثقافة.
وتمثل الأندية إرثاً ثقافياً وذاكرة وطنيّة، إذ كان لها مكتبات خاصّة، وصالات ومسارح، وقاعات تدريبية، وغدت مرجعاً عبر إصداراتها والفعاليات والصور والتسجيلات المرئية، لكل من وقف على منابرها من كبار الأدباء والمثقفين السعوديين والعرب على حدّ سواء.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات