أخبار العالم

80 عاماً من التحليق.. آفاق وحليفان – أخبار السعودية – كورا نيو



لم تكن طائرة «الداكوتا» عنواناً وحيداً للعلاقات السعودية الأمريكية، بل كانت رمزاً من رموز العلاقة التي ارتكزت على أسس أعمق بكثير من الهدايا أو البروتوكولات.

السعودية بثقلها الاقتصادي ومكانتها السياسية والدينية على امتداد التاريخ الحديث، شكّلت نقطة توازن عالمية في علاقاتها مع القطب الأمريكي الذي ظلّ لعقود القوة العظمى الأبرز على الساحة الدولية، هذه العلاقة صمدت لأنها بُنيت على التقاء مصالح، وتبادل رؤى، وتفاهمات شاملة في ملفات كبرى، من الطاقة والأمن، إلى الاقتصاد والتقنية.

طائرة الـ«DC – 3»، التي أهداها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إلى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في فبراير 1945م؛ لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت إشعاراً مبكراً بما يمكن أن يكون عليه التعاون بين بلدين تفصل بينهما الجغرافيا، ويجمعهما تاريخ طويل من الرؤية بعيدة المدى، ومنذُ ذلك الوقت، ظل الطيران واحداً من ركائز هذا التعاون، حيث باتت الولايات المتحدة الأمريكية رائدة صناعة الطيران العالمية، بينما اختطّت السعودية لنفسها حضوراً إقليمياً راسخاً في هذا القطاع، مواكبةً لنهضتها الشاملة.

الملك المؤسس -بحكمته- أدرك مبكراً أن بلداً بحجم قارة يحتاج إلى وسيلة نقل حديثة تربط أطرافه، وتسهم في بناء مؤسساته وتيسير حياة مواطنيه، لذا جاء الاهتمام المبكر بالطيران، بدءاً من تأسيس الخطوط الجوية السعودية وبناء المطارات الحديثة، مروراً بتوسيع الأساطيل وتوقيع شراكات دولية، وليس انتهاءً بإدارة الملاحة الجوية على رقعة جغرافية تقارب الثلاثة ملايين كيلومتر مربع.

التطوّر لم يقتصر على القطاع المدني فقط، بل شمل أيضاً الطيران العسكري، حيث شهدت السعودية صفقات نوعية عززت قدراتها الدفاعية وأكسبتها مكانة متميّزة في التوازنات الإقليمية.

اليوم، ومع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في مستهل ولايته الجديدة، تتجدد صورة هذه العلاقة التاريخية المتينة، لتؤكد أن ما بين واشنطن والرياض يتجاوز المجاملات الدبلوماسية إلى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، فالسعودية الحديثة باتت لاعباً عالمياً مؤثراً في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي، والطاقة، والسياحة، والرياضة، والطيران، ومثلما أن طائرة «الداكوتا» كانت بشارة عهد جديد آنذاك، فإن التحولات الحالية في المملكة تحملُ ملامح عصرٍ مختلف، ترسم فيه السعودية موقعها لا كمجرّد حليف، بل كقوة تفرض احترامها على خريطة العالم.

لقد حطّت «الداكوتا» في ذاكرة التاريخ، واليوم تحلّق طموحات السعودية في سماء العالم، ترسم مسارها بين الغيوم، وتكتب اسمها في الأفق بأحرفٍ من نور ورؤية.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى