أخبار العالم

إسرائيل في حالة عُري… معتاد – أخبار السعودية – كورا نيو



لم يعد القصف الإسرائيلي حدثاً استثنائياً في المنطقة، لكنه هذه المرة يحمل أبعاداً خطيرة بعد استهداف قادة حمساويين في الدوحة، في خطوة تمثّل تصعيداً خطيراً ينذر بتطوّرات فادحة ما لم تستجمع الأطراف شجاعتها للبحث عن السلام ووقف المذابح اليومية التي يتعرّض لها الفلسطينيون.

إسرائيل، التي اعتادت التذرع بمفاهيم «الأمن» و«الردع»، تجد نفسها اليوم عارية أمام العالم الجديد، حيث لم تعد وسائل الإعلام التقليدية وحدها هي الحكم، بل فضاء إعلامي حر يكشف جرائمها بالصوت والصورة، ويضع المجتمع الدولي أمام أزمة أخلاقية متفاقمة. فالمسألة لم تعد مجرد صراع حدود أو خلاف سياسي، بل قضية إنسانية عابرة للحدود، تُحرج الضمير العالمي وتختبر مصداقية قيم العدالة وحقوق الإنسان.

في المقابل، تتحرك الدبلوماسية السعودية بفاعلية لفتح نافذة أمل. فالجهود المبذولة لإعادة إحياء مشروع حل الدولتين تمثل نقطة ارتكاز لأي تسوية عادلة، ومؤتمر نيويورك المرتقب قد يشكّل محطة مهمة لإعادة إدراج القضية الفلسطينية ضمن أولويات الأجندة الدولية. هذه التحركات تعكس إدراكاً سعودياً بأن البديل عن الحل السياسي هو استمرار دوّامة الدماء والمجاعات والانهيار الإنساني، وهو ما لم يعد مقبولاً أو قابلاً للاستمرار.

على الضفة الأخرى، يتحمّل المجتمع الدولي واجباً أخلاقياً وسياسياً في مواجهة آلة العدوان الإسرائيلية. فالمجازر في قطاع غزة تجاوزت كل الحدود، وأفرزت مجاعة مروّعة وواقعاً إنسانياً يثير الاستياء والقلق على نطاق واسع. مجرد الاكتفاء ببيانات القلق أو الدعوات الشكلية لوقف إطلاق النار لم يعد مقنعاً لشعوب العالم التي ترى صور الكارثة يومياً. المطلوب موقف حازم يوازن بين المبادئ والحقائق على الأرض.

اليوم، الرأي العام العالمي يضع إسرائيل في خانة المعتدي، وهي خانة ستزداد عزلة كلما تمادت في التصعيد العسكري والسياسي. لا يمكن لأي دولة، مهما بلغت قوتها، أن تفرض روايتها بالقوة في زمن الانكشاف الإعلامي والوعي الشعبي العابر للقارات. ولهذا فإن إيقاف التصعيد ليس خياراً تكتيكياً بل مخرجاً وحيداً لتجنيب المنطقة المزيد من الدماء وحماية ما تبقى من فرص للسلام.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى