الانطباع الأول.. حجر الأساس في العلاقات الإنسانية والمهنية.. انتبه – أخبار السعودية – كورا نيو

يظل الانطباع الأول بمثابة بطاقة تعريف غير مكتوبة، يتركها الفرد في لحظات قليلة، لكنها قادرة على تحديد مسار علاقاته لاحقًا. وتشير الدراسات إلى أن الإنسان لا يحتاج سوى سبع ثوانٍ – وقد تمتد إلى عشرين – لتكوين صورة ذهنية عن الآخر، تتشكل عبر مزيج من لغة الجسد ونبرة الصوت والمظهر الخارجي.
العقل البشري، بما يحمله من أكثر من 100 مليار خلية عصبية، يعمل كخزانة بيانات تبحث بسرعة مذهلة عند اللقاء الأول. في تلك اللحظة، تتحكم التفاصيل الدقيقة: طريقة المشي، تعابير الوجه، ابتسامة خفيفة أو غيابها، بل وحتى طريقة المصافحة. كل هذه العناصر تُكوّن ما يشبه خريطة ذهنية تُرسّخ الشعور بالقبول أو النفور منذ البداية. وقد أوضحت أبحاث عالم النفس ألبرت مهربيان، أن 55% من الانطباع يتشكل من لغة الجسد والمظهر، و38% من نبرة الصوت، بينما لا يتجاوز أثر الكلمات 7%.
وتتفق دراسات جامعة هارفارد ومؤسسة كارنيغي ومعهد ستانفورد للأبحاث على أن النجاح المهني يرتبط بنسبة 85% بمهارات التعامل والعلاقات الإنسانية، مقابل 15% فقط للمعرفة التقنية. وهو ما يبرز أن الانطباع الأول ليس مجرد لحظة عابرة، بل قاعدة ينطلق منها مسار الثقة والتعاون.
كما تؤكد الأدبيات، أن الانطباع الأول يتجاوز حدود اللقاءات الاجتماعية ليشمل الأعمال والمقابلات الشخصية. ففي بيئة العمل، قد يكون تحديد الثقة في شخص أو الشعور بالارتياح تجاهه هو الخطوة الأولى نحو عقد شراكة ناجحة أو اجتياز مقابلة توظيف. أما اجتماعياً، فإن الانطباع الأول يختصر المسافات، ويبدد الغربة، ويقنع الآخرين بوجود أرضية مشتركة يمكن البناء عليها.
ويبرز دور الوجه كعنوان للحياة الاجتماعية، والصوت كسرّ للجاذبية، فيما تبقى لغة الجسد حارساً صامتاً يكشف ما وراء الأقوال. ومن هنا تأتي أهمية التواصل البصري الذي يجب أن يتراوح بين 40 و60% من وقت اللقاء، والابتسامة التي تشكل جسراً للتفاهم. كما أن المظهر الخارجي، من اختيار الملابس إلى العناية بالتفاصيل الصغيرة، يعد رسالة غير منطوقة تعكس الاحترافية والثقة.
خلاصة القول، إن الانطباع الأول هو حجر الأساس في بناء العلاقات الإنسانية والمهنية. إنه العلامة التي تسبق الأسماء والسير الذاتية، وتبقى حاضرة في الذاكرة لتقرر – في كثير من الأحيان – شكل العلاقة القادمة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات