التبرع بالدم.. قدوة القيادة وتلاحم الشعب – أخبار السعودية – كورا نيو

حين بادر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، بالتبرع بدمه في افتتاح الحملة السنوية للتبرع بالدم؛ لم يكن مجرد إجراء صحي أو بروتوكولي، بل فعل إنساني عميق حمل في مضمونه رسالة وطنية جامعة، فلقد جسّد القدوة الملهمة، وأكد أن القيادة في بلادنا تقود بالفعل قبل القول، وتترجم قيم البذل والتكافل إلى ممارسة عملية تعكس عمق رؤية الدولة وحرصها على حياة الإنسان.
هذه المبادرة الكريمة انعكست سريعاً على أرض الواقع، إذ بادر أمراء المناطق إلى المشاركة، وتبعهم تفاعل واسع من المواطنين والمقيمين من جنوب المملكة إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها، مشهد وطني جامع، أبرز وحدة الصف وتلاحم القيادة والشعب حول قيمة إنسانية نبيلة، وجعل من الحملة حدثاً وطنياً بارزاً تجلّت فيه روح المسؤولية والإيمان بأن قطرة دم قد تعني حياة جديدة لمريض أو أملاً متجدداً لعائلة كاملة.
ومن موقعي كأكاديمي وموظف تنقلت عبر مسارات مهنية في وزارات حكومية وإعلامية ودبلوماسية، أجد أن هذه الحملة ليست مجرد نشاط صحي دوري، بل رسالة دبلوماسية داخلية وخارجية، تؤكد أن المملكة بقيادتها الرشيدة تجعل الإنسان محور الاهتمام، وتُرسخ التكافل والتضامن كثقافة مجتمعية راسخة وليست مجرد شعارات.. إنها صورة حضارية تبعث للعالم برسالة صادقة بأن هذا الوطن لا يكتفي بالمشاريع التنموية العملاقة، بل يوازن بينها وبين الاستثمار في الإنسان باعتباره القيمة العليا.
أثبتت حملة ولي العهد للتبرع بالدم أن المبادرات القيادية قادرة على إعادة صياغة وعي المجتمع وصبغه بروح المسؤولية، وأن القدوة حين تصدر من القيادة تصبح فعلاً ممتداً يصنع حالة وطنية متكاملة.
أخيراً:
ما رأيناه من التفاعل الكبير على مستوى الوطن كله؛ برهان حي على أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو بناء مجتمع متلاحم، يعيش قيمه الأصيلة ويمارسها بوعي ومسؤولية.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات