أخبار العالم

التفكير العربي خارج الصندوق..! – أخبار السعودية – كورا نيو



سؤال يطرح نفسه في هذه الأوقات الصعبة، هل يمكن للعرب أن يفكّروا خارج الصندوق؟ ولماذا وما الداعي أن يفكّروا خارج الصندوق؟ وفي هذا المقال نحاول أن نجيب على هذه الأسئلة التي تقتضيها الأوضاع والظروف التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية.

الجواب على السؤال الأول دون شك أو تردد نعم يستطيع العرب أن يفكّروا خارج الصندوق. العرب أهل حضارة حاول الغرب والاستشراق أن يطمسوها، ويشككوا فيها وخاصة في جزيرة العرب. غير أن الآثار والنقوش على الصخور والأحجار التي في العراء كمتحف مفتوح في الجزيرة العربية ينطق ويكشف حقيقة الحضارات المتأصلة التي سكنت هذه البقاع. وهذا الإرث الحضاري العريق هو شاهد على أن أسلافنا لم يكونوا أبدًا أسرى للتفكير التقليدي أو النمطي، بل كانوا روّادًا في شتى المجالات، من العلوم إلى الأدب إلى الفنون، مما يؤكد أن القدرة على الإبداع والخروج عن المألوف هي جزء لا يتجزأ من التركيبة الفكرية للعرب.

أما لماذا يجب على العرب أن يفكّروا خارج الصندوق؟ فالجواب يكمُن في التحديات الجسام التي تواجه الأمة اليوم. وواقع الضعف الذي تعيشه الأمة، والهجمة الشرسة على هويتها وقيمها، والتحديات الاقتصادية المتمثلة في البطالة وندرة الموارد وعدم تنوعها، بالإضافة إلى الأزمات السياسية المتلاحقة التي تستدعي حلولًا غير مسبوقة وجريئة. كل هذه العوامل تصرخ بأن «العمل كالمعتاد» لم يعد مجديًا، وأن البقاء داخل الصندوق يعني التخلي عن مستقبل أفضل للأجيال القادمة. فلن نستطيع مواجهة واقعنا المتشابك، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بأدوات بالية وطرق تفكير تقليدية أثبتت فشلها في إحداث نقلة نوعية. التفكير خارج الصندوق هو ضرورة حتمية للخروج من دوامة التبعية والتخلف، ولبناء نهضة حقيقية تكون قادرة على مجاراة العصر بل والمنافسة فيه. إنه السبيل الوحيد لتحويل التحديات إلى فرص، والهزائم إلى دروس، والأزمات إلى منصات للانطلاق.

وما الذي يدعوهم إلى ذلك؟ الدواعي أكثر من أن تُحصى، فهي تحيط بنا من كل حدب وصوب. واقع الضعف الذي تعيشه الأمة، والهجمة الشرسة على هويتها وقيمها، والتحديات الاقتصادية. إن الضرورة تستدعي العمل على تحويل نقاط الضعف لقوة، لأن التفكير خارج الصندوق يُمكّن من ذلك بكل سهولة وفعالية. ويجعل من سلاح الفرقة التي سعى لتكريسه الأعداء سلاحًا في صدور الأعداء. إن توزيع الأدوار وتنسيقها والتفاهمات والأفكار هام لأنها تعمل على تفعيل نقاط القوة وتوظيف نقاط الضعف إلى أدوات تكون في صالح مجتمعاتنا، بمعالجة الثغرات مثل توظيف الأعداء للجواسيس والعملاء داخل المجتمعات، وفهم دراسة التجارب والأساليب المستخدمة في السابق لاختراق مجتمعاتنا وعمل خطوات استباقية احترازية بأفكار خارج الصندوق تحقق هويتنا الأمنية الخاصة بمجتمعنا. كل ذلك وعلى كافة الأصعدة يتطلب الأمر العمل الجاد والإبداع والبعد عن الأحكام المسبقة أو العيش في القناعات الخاطئة والعوائق النفسية.

لذا، فإن الدعوة إلى التفكير خارج الصندوق ليست ترفًا فكريًا، بل هي مسألة وجودية تتعلق بمصير الأمة وقدرتها على الصمود والنهوض من جديد. إنها دعوة لاستحضار روح الابتكار التي ميزت أجدادنا، وتوظيفها في حل مشاكل الحاضر وبناء غدٍ أكثر إشراقًا. فالخروج من الصندوق ليس مجرد خيار، بل هو مصيرنا الذي يجب أن نصنعه بأيدينا وعقولنا.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى