أخبار العالم

الحج.. سطر جديد في سفر الإعجاز – أخبار السعودية – كورا نيو



كعهدها، كسبت المملكة العربية السعودية رهان التحدي في موسم الحج هذا العام، ورفعت السقف عالياً في فن إدارة الحشود، ليس على المستوى التنظيمي الاعتيادي، بل على مستوى تقديم أفضل وأرقى الخدمات لضيوف الرحمن، والحرص على سلامتهم وأمنهم، والعمل على راحتهم في كل المراحل، وعند كل منسك من المناسك وفق خطط منضبطة، وتحركات منسجمة، وتوافق بين كافة الإدارات، انتهى بالجميع إلى موسم خلا من أي منغّص، ولم تسجل فيه أي حالات تعكّر الصفو، أو ثغرة يستغلها أصحاب الغرض، ممن ينتظرون الزلات، ويحصون العثرات، بغية النيل من جهود المملكة الخارقة، التي فاقت أي مثيل لها في العالم. فلا غرو إذاً، أن تتوالى التهنئات المشُيدة بعظمة هذا الإنجاز الكبير من قيادات الدول الصديقة، وعرفانها بما لمسته من عناية برعاياها من الحجاج في هذا الموسم والمواسم السابقة.

لقد حق لولي عهدنا الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، أن يفخر بما تم إنجازه، وقد جاءت كلمته في الحفل الذي أقيم بقصر منى، للمهنئين لسموه بعيد الأضحى المبارك، لتعبّر عن هذا خير تعبير، وتحمل في طواياها العزم على مواصلة الجهود، والبشارة بمزيد من التطور خدمة لضيوف الرحمن، حيث قال سموه:

«إنّ ما شهدناه اليوم من نجاح متواصل في خدمة ضيوف الرحمن، يأتي نتيجة لجهود دولتنا المباركة، في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها.

وسوف نواصل بحول الله وقوته بذل جميع الجهود، لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن. ونشيد بما تبذلونه والعاملون في مختلف قطاعات الدولة، والمتطوعون رجالاً ونساءً من جهود متواصلة في تنفيذ سياسة الدولة، لتمكين الحجاج من إتمام مناسكهم في أمن وسكينة.. ونسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يوفقنا لمواصلة أداء هذا الواجب العظيم على أكمل وجه..».

كلمات صدق، خرجت من قائد يعرف جنوده، وأمير هنّدس «الرؤية» فحلّق بالمملكة في آفاق بعيدة، ومجالات رحبة، ورفع اسمها عالياً بين الأمم جميعاً.

إن العناية بالحرمين الشريفين، قد بلغت الغاية في «الرؤية»، التي أفردت لذلك استراتيجية وبرامج رسمت بإحكام، وتُطبق بصور مثالية، كان من ثمرتها من شهدناه موسم هذا العام، من الجهود ما يحملنا على الفخر صدقاً بلا مباهاة، ويدفعنا إلى الإشادة حقّاً دون تزيّد أو تملق. فدونكم كل المراحل التي شهدها موسم هذا العام، بداية من مبادرة طريق مكة وقد سهّلت الإجراءات ووفرت الراحة للحجاج، وما قامت به الوزارات المعنية من توفير كافة الخدمات اللوجستية المساندة، وتحسّن وسائل التنقل، وإدخال التقنيات الحديثة في إدارة الحشود، وتوظيف الذكاء الاصطناعي كيفما اقتضت الحاجة ودعت إلى ذلك ضرورة المواكبة، وتحسين شبكات الطرق، وتعبيدها بشكل يوفر أقصى درجات الراحة والطمأنينة والسلامة للحجاج..

أما على المستوى الأمني فقد كان رجال قوات أمن الحج على قدر المسؤولية، في رصد كافة التجاوزات، والاستعانة بطائرات «الدرون» لتعقب المنفلتين، وغير الملتزمين بالإجراءات والتعليمات، التي صيغت لحفظ الأنفس، وضمان سلامتها، وليس تضييقاً على أحد، وكان لحرصهم وانضباطهم أثره في عدم وجود أي حوادث لوفاة أو إصابة في موسم الحج هذا العام.

أخبار ذات صلة

 

على المستوى الصحي فقد ضربت المملكة المثل الذي لا يجارى، والنموذج الذي فاقت به الآخرين في حسن تقديم الخدمات لضيوف الرحمن وحجاج بيت الله بغير مقابل، وبأحدث الوسائل الطبية، وأعلى درجات السلامة، شاملاً ذلك أعقد العمليات، وشارك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بوحدة السكتات الدماغية المتنقلة في الحرم المكي والمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام في إنجاز نوعي وغير مسبوق على مستوى العالم في مجال طب الحشود، مجسّداً التزام المملكة الراسخ بتقديم أرقى مستويات الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، من خلال توظيف أحدث التقنيات والأساليب الطبية المتقدمة.

وتهدف الوحدة إلى توفير تشخيص دقيق وتدخل علاجي فوري للحجاج المصابين بالسكتة الدماغية في اللحظات الحرجة، مما يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل الإعاقات الناتجة عن هذه الحالات بنسبة كبيرة.

ويأتي هذا البرنامج ليُشكّل علامة فارقة في تاريخ الرعاية الصحية التخصصية المقدمة خلال موسم حج هذا العام ويعكس قدرة المملكة على الابتكار في تقديم خدمات صحية رائدة في بيئات الحشود الكثيفة، وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة الطبية.

كما أدّت قوات الدفاع المدني دورها المنظور وهي تحشد كافة الجهود لأي طارئ، وتدخل تقنية الاستعانة بطائرات «الدرون» في عمليات الإطفاء، وإجراء التدريبات والعمليات الافتراضية عليها تحسباً وترقية لمهارات منسوبيها..

إن الإحاطة الشاملة بما أنجز هذا العام تبدو عصية في هذه المساحة من الزاوية، وتبقى هذه الإشارات الوامضة مجرد أمثلة عابرة للتدليل فقط على عظمة ما قُدم، وجزيل ما صنع، فلا أقل من رفع أسمى آيات الشكر والعرفان لقيادتنا الرشيدة، ولكافة من أسهم في هذا الإنجاز الذي نفاخر به الأمم، ونرجو من الله أن يديم على وطننا أمنه وسلامته وعزته وتقدمهم المثمر البناء..

وعشت يا مهندس الرؤية على إيقاع الحياة..

وكل عام وأنت بخير..




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى