السعودية ومواقفها الثابتة في نصرة الشعب الفلسطيني – أخبار السعودية – كورا نيو

بمناسبة إيقاف الحرب في غزة بعد عامين من القتل والدمار الذي طال كل مقومات هذه المدينة، وذلك خلال مؤتمر شرم الشيخ في مصر، والذي حضره عدد كبير من رؤساء دول العالم، بناءً على تدخل واقتراح من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي سعى إلى حل النزاع بالطرق السلمية، ووافق على مبادرته جميع الأطراف المتنازعة.
وقد تم التوقيع على الوثيقة التي أعدّها الرئيس الأمريكي لتحقيق السلام، والتي تضمّنت إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، مقابل الإفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ممن مضى على اعتقالهم عشرات السنين، وبعضهم كان محكوماً بالإعدام.
كما تم الاتفاق على إعادة سكان غزة الذين نزحوا منها، غير أن فرحة العودة سرعان ما خالطها الحزن والغضب حين شاهدوا مدينتهم وقد تحوّلت إلى أطلالٍ وأكوامٍ من الخرسانة والحديد، ولم يبقَ فيها أثر للحياة. دُمر كل شيء: المستشفيات، والمساجد، ومقارّ الدوائر الحكومية، والشوارع، وشبكات الكهرباء والمياه، والأسواق التجارية.
فنصب الأهالي ما توفر لديهم من خيام ممزقة، وشراشف وبطانيات لتكون مأوى لهم، فيما سكن بعضهم ما تبقّى من الغرف المهدّمة. ولا حول لهم ولا قوة، إلا الأمل في الله تعالى، ثم في دول العالم، وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية والمتعاطفة مع هؤلاء المظلومين، بأن تمد يد العون وتخفف عنهم ما يعانونه من العراء، والحر، والبرد، والمرض، والجوع، والعطش، والخوف، وأن تساهم في إعمار غزة وإعادة بنائها.
قال تعالى: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، وقال ﷺ: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».
ومما يُذكر فيُشكر، أن الشعب السعودي يفخر ويعتز بدولته المباركة، التي وقفت مع الشعب الفلسطيني منذ النكبة الأولى قبل عشرات السنين، دعمًا بالمال والموقف، ونصرةً لقضيتهم في مختلف المحافل، والدعوة المستمرة للاعتراف بدولتهم.
وقد احتضنت المملكة عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية، فوجدوا فيها الأمن والأمان، ولم يُفرّق بينهم وبين أبناء الوطن، وكانت المملكة – وما زالت – السباقة في كل ما يخدم هذا الشعب المظلوم.
وقد أثمرت جهود المملكة المباركة عن اعتراف عدد كبير من الدول بدولة فلسطين وتبادل العلاقات الدبلوماسية معها، وهو نهج راسخ منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – الذي دعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948م، حين قامت دولة إسرائيل بدعم من دول الغرب.
كما شاركت المملكة آنذاك بآلاف من جنودها البواسل في الحرب، واستُشهد منهم من استُشهد، وكان للجيش السعودي موقف مشرّف جعله في مقدمة الجيوش العربية المشاركة.
وفي عهد الملك فيصل – رحمه الله – تعزز الموقف السعودي الداعم عبر الدعوة إلى التضامن الإسلامي، وزياراته لعدد من الدول الأفريقية التي استجابت لدعوته، فقطعت ست عشرة دولة منها علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل نصرةً لفلسطين.
وتواصل هذا النهج المبارك في عهد الملوك من بعده، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان اللذين يناديان باستمرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على أرضها.
ويكفي فخرًا أن الرئيس الأمريكي في مؤتمر شرم الشيخ أشاد بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واصفًا إياه بـ«الصديق القديم» و«رجل الدولة والإصلاح والسلام»، وهو ما يُعدّ شرفًا لكل سعودي وفخرًا للوطن بأكمله.
ولم تبخل المملكة – قديمًا ولا حديثًا – لا بالمال ولا بالمواقف الدبلوماسية، وقد أنفقت المليارات دعمًا للشعب الفلسطيني. ومن ينكر ذلك فحسابه على ربه، والله أعلم بالنيات.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات