السعوديون يتربعون على قمة WAICY للذكاء الاصطناعي للعام الثالث على التوالي – أخبار السعودية – كورا نيو

شكّلت المسابقة العالمية للذكاء الاصطناعي للشباب (WAICY) منذ انطلاقها عام 2017 في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا داخل حرم جامعة كارنيغي ميلون منصة رائدة لإعادة تعريف تعليم الذكاء الاصطناعي، حيث جاء إنشاء هذه المسابقة من رؤية طموحة تؤمن بأهمية تعلّم الذكاء الاصطناعي، وتمكين الشباب الواعد من تعظيم الاستفادة من تقنياته المبتكرة بشكل يلبي تطور هذه التقنيات المتقدمة بوتيرة غير مسبوقة.
وواصلت المملكة العربية السعودية ترسيخ ريادتها العالمية في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب (WAICY)، بعد أن حققت المركز الأول عالمياً لـ3 أعوام متتالية؛ إذ حصدت في نسخة 2023 عدداً قياسياً من الميداليات من بين (18) ألف طالب من (40) دولة، ثم واصلت تفوقها في 2024 بتحقيقها (22) ميدالية كأعلى حصيلة بين (129) دولة مشاركة، وصولاً إلى تتويجها في 2025 بالمركز الأول عالمياً بعد نيلها (26) جائزة عبر مشاريع مبتكرة نافست ضمن آلاف المشاركات الدولية، في إنجاز يعكس تنامي قدرات الكفاءات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي ودعم المنظومة الوطنية لتمكين المواهب الشابة.
وتأتي هذه المسابقة ضمن منظومة دولية متكاملة تجمع الطلاب مع المعلمين والباحثين والمبتكرين، وتُعنى بتطوير حلول ذكية متمحورة حول الإنسان وقيمه، وحظيت بدعم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
وضمت المسابقة 4 مسارات تنافسية رئيسية تشمل: عرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمعالجة المشكلات الواقعية، والفن المُولّد بالذكاء الاصطناعي، وتطبيقات نماذج اللغة الكبيرة، إضافة إلى مسار الفيديو المُولّد بالذكاء الاصطناعي، بما يعكس اتساع آفاق الإبداع والابتكار أمام المشاركين من مختلف الخلفيات التعليمية والثقافية.
ويُجسّد النمو المتسارع للمسابقة مكانتها العالمية المتصاعدة، حيث ارتفع عدد المشاركين من أكثر من (200) طالب من 5 دول في عام 2018 إلى أكثر من (132) ألف طالب وطالبة يمثلون (103) دول في نسخة 2025، لتسجل (WAICY) بذلك أوسع مشاركة دولية في تاريخها، برزت خلالها المملكة العربية السعودية بوصفها إحدى أنجح التجارب الوطنية في المسابقة، حيث انضمت رسمياً إلى (WAICY) عام 2022.
ولم يقتصر تميّز (WAICY) على اتساع نطاق المشاركة فحسب، بل تجلّى أيضاً في أثرها العميق الممتد لما بعد المنافسة، حيث تحولت العديد من مشاريع الطلاب إلى نواة لشركات ناشئة حصل بعضها على تمويل خارجي، فيما التحق عدد من خريجي المسابقة بجامعات عالمية مرموقة مثل: معهد (MIT)، وستانفورد، وهارفارد، كما بات عدد متزايد من المشاركين السابقين يعودون إلى المسابقة بصفتهم مرشدين وقضاة.
وفي وقتٍ يتركز فيه الاهتمام العالمي على نماذج اللغة الكبيرة، واصلت مسابقة (WAICY) التأكيد على المبادئ التأسيسية للذكاء الاصطناعي، مسترشدةً بـ«الأفكار الخمس الكبرى للذكاء الاصطناعي»، معتمدةً على معايير تقييم شمولية لا تقتصر على الجوانب التقنية، بل تمتد لتشمل الإبداع في إعداد جيل واعٍ ومسؤول قادر على المساهمة في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.
ومع دخول المسابقة عامها التاسع، يتجدد التركيز على توسيع فرص الوصول العادل إلى تعليم الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، وترسيخ جاهزية الشباب حول العالم، في مسيرة تتقاطع فيها المعرفة مع القيم، والابتكار مع المسؤولية، ويبرز فيها نموذج المملكة بوصفه تجربة وطنية رائدة في تمكين الإنسان وصناعة المستقبل.
وأولت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) اهتماماً مبكراً بتبنّي هذه المسابقة ودعم المشاركين فيها بمختلف أوجه الدعم، في إطار جهودها الرامية إلى تنمية قدرات الجيل الناشئ في تعلّم واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بصورة مسؤولة وفاعلة؛ بهدف تمكينهم من توظيف الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات الواقعية، وتشجيعهم على تطوير مشاريع مبتكرة ذات أثر ملموس، وتعزيز وعيهم بأهمية الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتنامي في مختلف مجالات الحياة، إلى جانب تحفيز الطلاب والطالبات على الإقبال على مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM).
وحققت المملكة في نسخة (WAICY 2025) إنجازاً لافتاً بتصدرها المركز الأول عالمياً بحصولها على (26) جائزة، متقدمة على الولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت في المركز الثاني، وإندونيسيا في المركز الثالث، في نتيجة تعكس استثماراً وطنياً مستداماً في بناء القدرات، وتعزيز محو أمية الذكاء الاصطناعي، وتمكين الشباب من أدوات المستقبل.
المصدر : وكالات



