الطائف مصيف الملوك – أخبار السعودية – كورا نيو

تظل الطائف واحدة من أركان ذاكرة الدولة السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز؛ الذي اتخذها مصيفاً ومقراً لإقامته وجعل من قصر شبرا مركزاً للأحداث الكبرى، إذ استقبل فيها الوفود، وشهدت ولادة عدد من أنجاله وأحفاده، أما عشيرة والمويه فكانتا محطتي استراحة دائمتين خلال رحلاته من الرياض إلى مكة، وشيّد فيهما مساجد ما زالت شاهدة على عهده، مؤكداً حرصه على العمارة الدينية وتسهيل راحة المواطنين والضيوف.
وكشف المؤرخ عيسى القصير لـ«عكاظ»، أن الطائف لم تكن مجرد مصيف ملكي، مستذكراً أحداثاً فارقة، منها اجتماع لفيف من كبار المواطنين في 10/8/1932م، ورفعوا برقية إلى الملك عبدالعزيز يطلبون فيها تغيير اسم الوطن إلى المملكة العربية السعودية، ونُشر نص البرقية في الصحف المحلية، وأصدر الملك الأمر الملكي رقم 2716 بتاريخ 17/5/1351هـ الموافق 18/9/1932م، ليعلن توحيد المملكة باسمها الجديد في يوم الخميس 21/5/1351هـ الموافق 23/9/1932م، وأصبح هذا اليوم مناسبة وطنية خالدة يحتفل بها الشعب السعودي كل عام.
وأضاف القصير أن الطائف تستقبل أهالي مكة وجدة والمدينة والرياض للاستمتاع بمناخها المعتدل، وزاد ذلك من حركة البيع والشراء بين المصطافين، وشهدت القصور الملكية أحداثاً مهمة، واتخذ بعض الأمراء مساكن لهم بالقصور المحيطة بقصر شبرا من باب الحزم -من حي أسفل قصر برزان، قصر البيهات، قصر رغدان- كما شهد أيام الملك عبدالعزيز أحداثاً تاريخية، فقد استقبل به ابنه الملك سعود (رحمه الله) فور عودته من إحدى المعارك مظفراً، وأجريت به مراسم الاستقبال على بوابة القصر، في احتفال كبير وذلك في عام 1353هـ/ 1934م.
وشهدت القصور ولادة عدد من أبناء وأحفاد الملك، فيما سار أبناؤه الملوك على نهجه باتخاذ الطائف مصيفاً صيفياً. كما استمر استقبال الأهالي وشيوخ القبائل، واستمع الملوك لشؤونهم، وأحاطوهم بالعطاء ووزع الملك عبدالعزيز الخبز والحبوب والمبالغ المالية على الأهالي.
وأشار القصير إلى أن الملك عبدالعزيز كان يتوجه عبر طريق سفره من الرياض إلى مكة مروراً بالمويه وعشيرة، وأنشأ مسجداً في كل منهما، ويبعد مسجد المويه عن قصره نحو 60 متراً جنوب شرقي البلدة القديمة، وكانت تلك المواقع محطات مهمة على طريق الطائف- الرياض، وشملت مرافق للمياه والدواب ومحطات وقود، وما زالت هذه المعالم قائمة كمواقع تاريخية وسياحية. كما كان المؤسس يقضي الصيف في الحوية ذات المناخ المعتدل، بينما اتخذ قصر شبرا مقراً لإقامته.
وخلال العقود الماضية، ظلت الطائف شاهدة على الأفراح والزيارات الكريمة المتتابعة، وشارك الأهالي وأبناء الطائف وقبائل وعشائر المنطقة في الاحتفاء بالمصيف الملكي، واستقبل الملوك ضيوفهم بسعة صدر وبشاشة، واستمعوا إلى أخبارهم وشؤونهم، وأحاطوا الجميع بالعطاء مواصلين بذلك نهج الملك عبدالعزيز في خدمة المواطنين.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات