أخبار العالم

المعارض والمؤتمرات.. خُطى خضراء في دروب رقمية – أخبار السعودية – كورا نيو



في عالم يتغيّر بوتيرة لا تعرف التوقف تقف المعارض والمؤتمرات اليوم على مفترق طرق حاسم تتجاوز فيه حدود مجرد التقاء الناس وتبادل الأفكار لتتحول إلى منارات حضارية تحمل على عاتقها مسؤولية بناء مستقبل جديد يرتكز على الاستدامة والابتكار والإنسانية..

إن الاستدامة البيئية هي ضرورة تتجسّد في كل زاوية من زوايا هذه الفعاليات من المباني الخضراء التي تحمي الأرض وتوفر الطاقة إلى القضاء على البلاستيك الأحادي الاستخدام، وإطلاق مبادرات النقل المستدام، وتنفيذ فلسفة الفعالية الصفرية التي تجعل من النفايات انعدامًا وُجد من قبله هذا التوجه.

كرسالة أمل وتحدٍ تُعلنها المعارض لكل العالم أن الإنسان قادر على أن يكون حاميًا لكوكبه، وأن التنمية والبيئة وجهان لعملة واحدة، أما الذكاء الرقمي فهو العقل النابض لهذه المنصات، حيث يُعيد تشكيل كل تجربة ويُحوّل البيانات إلى رؤية واضحة تُسهل التنقل وتُحقق تفاعلًا ذكيًا بين العارض والزائر وتفتح الأبواب لمنصات هجينة تجمع بين الواقع والافتراض توسع آفاق المشاركة وتُخفف الأثر البيئي، إنه الذكاء الذي يُجسّد مفهوم الكفاءة والابتكار في أدق تفاصيل اللحظة، ولكن جوهر هذا التحول يكمن في المعارض والمؤتمرات.

ووفقًا لتقرير الجمعية الدولية لصناعة المعارض لعام ٢٠٢٣ تخطط أكثر من سبعين % من الجهات المنظمة لدمج معايير الاستدامة في استراتيجياتها بحلول عام ٢٠٣٠، ويرتكز التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي في صلب التجربة، إذ أعاد تسارع الرقمنة تعريف تجربة المعارض والمؤتمرات وجعل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والواقع المعزز عناصر أساسية لتحسين تجربة الزائر وتحقيق أقصى درجات الكفاءة التشغيلية تُمكّن تقنيات التعرف الذكي من تتبع وتحليل تدفقات الحشود وقياس التفاعل وتربط أنظمة التوصية الشخصية المستندة إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي الزوار بالجهات العارضة والمحتوى الملائم وتُعزز المنصات الهجينة التي تجمع بين الحضور الفعلي والافتراضي الوصول الشامل وتقلل الأثر البيئي، كما تعتمد الأجنحة الذكية على إنترنت الأشياء لجمع وتحليل البيانات من المعدات والمساحات.

وأخيرا لقد أصبحت المعارض والمؤتمرات أدوات دبلوماسية ناعمة ورسائل حضارية ترتقي بالمجتمعات وتعزز وعي الأفراد وتعكس دورها المستقبلي من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات بمشاركة دولية متنوعة ومحتوى يعكس القيم الإنسانية المشتركة وتمكين الشباب والمرأة وذوي الإعاقة عبر برامج احتوائية تمنحهم فرص عرض الأفكار والمشاريع واحتضان الفنون والابتكار لخلق تفاعل ثقافي يثري الوعي المجتمعي ويعزز الانتماء، كما تسهم في نقل المعرفة وتدويل المحتوى المحلي، حيث تتيح المعارض السعودية للمنتج الثقافي المحلي الوصول إلى أسواق جديدة ضمن رؤية ٢٠٣٠. إن مستقبل المعارض والمؤتمرات مرتبط بقدرتها على التكيّف مع تحوّلات العصر ودمج الاستدامة البيئية مع الذكاء الرقمي وصياغة رسائل إنسانية تعبر عن طموحات المجتمعات وتطلعات الأمم لتصبح صناعة الفعاليات شريكًا رئيسيًا في بناء اقتصاد أخضر ومجتمع معرفي وثقافة إنسانية تسعى للارتقاء بالإنسان والعمران معًا.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى