«الملافظ سَعْد» يا بعض المسؤولين – أخبار السعودية – كورا نيو

«الظهور في الإعلام للحديث عن قضايا الشباب السعودي المؤهل، مسألة حساسة تحتاج إلى الوعي والموضوعية وحسن اختيار الألفاظ، وليس الاستفزاز والانتقاص من قدراتهم وكفاءتهم». هذه التغريدة كتبتها قبل ثلاثة أيام، وكانت مختصرة بحسب مقتضيات وطبيعة منصة (X)، التي لا تحتمل الإطالة، وكانت التغريدة تحيل إلى سقطة كلامية في تصريح لمسؤولة في جهة معنية بالموارد البشرية حين استخدمت وصفاً لم يستسغه الجمهور، وكان حديث منصات التواصل الاجتماعي استنكاراً واستهجاناً.
هنا أود إعادة التأكيد على مضمون تلك التغريدة وأقول: لم يعد الزمن كما كان ولا الناس كما كانوا. فيما مضى كان بعض المسؤولين يقولون ما يشاؤون من تصريحات استفزازية ومعلومات تناقض الواقع، يعلقون كل التقصير والأخطاء على مشجب المواطن، ويتهمونه بما يحلو لهم، معتمدين على حصانة مبالغ فيها تحميهم من الرد عليهم وتفنيد ما يقولونه، وانتقاد أسلوبهم في مخاطبة المواطنين. الآن لم يعد الأمر كذلك لأسباب كثيرة أهمها أن الشفافية والنزاهة والمساءلة تلاحق المسؤول أيّاً كان كمبدأ أصيل وراسخ لسياسة الدولة، وبالتالي لا يوجد مسؤول لا يسائله الجمهور عن أسلوبه في التعامل معه. بالإضافة إلى ذلك فقد أتاحت ثورة الإنترنت وجود منصات للتواصل تحولت إلى وسائل متاحة للتعبير عن الرأي لدى الجميع، أي أنه لم يعد هناك حجر على النقد طالما كان موضوعياً ومتعلقاً بقضايا مهمة. كما تجدر الإشارة إلى أن غالبية المواطنين السعوديين الآن من جيل الشباب المتعلم والواعي والمدرك لحقوقه وواجباته، وهو جيل أثبت جدارته العالية واستطاعته كسب الرهان عليه في كل المجالات، أي أن مخاطبته إعلامياً تتطلب قدراً كبيراً من الوعي بكل هذه الحقائق.
الشباب السعودي يواجه تحديات كبيرة في ظل المنافسة المحمومة التي يعاني منها نتيجة تفضيل بعض جهات التوظيف للأجانب لأسباب يعرفها الجميع، رغم جهود الدولة الكبيرة في السعودة. ولكن إذا كانت تلك الجهات تحاول تبرير ما تفعله بالطعن زوراً وبهتاناً في كفاءة الشباب السعودي، فإنه لا يصح أبداً أن يتحدث مسؤول لوسائل الإعلام بما يعزز اتهامات مثل تلك الجهات لشبابنا.
حاسبوا على ألفاظكم يا بعض المسؤولين، شبابنا بحاجة إلى الدعم وليس التثبيط.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات