أخبار العالم

المملكة.. آفاق جديدة مع زراعة الأعضاء – أخبار السعودية – كورا نيو



يصادف 13 أغسطس من كلِّ عام اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، الذي غيَّر الكثير من المفاهيم العلاجية، وأعطى الأمل لحياة جديدة، وعمر آخر.

بالتزامن مع هذا اليوم العالمي، ومن منظار «الرؤية» القديرة، التي جعلت من المستحيل ممكناً، أعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عن نجاحه في إجراء (10) عمليات زراعة كُلى تبادلية خلال يومين متتاليين، محقّقاً أكبر عدد زراعات تبادلية تنفذ خلال يومين في مركز واحد، معزّزاً مكانة «التخصّصي»، بوصفه رائداً عالمياً في زراعة الأعضاء، وقدرة المستشفى وجاهزيته السريرية العالية، وفِرَقه الطبيّة متعدّدة التخصّصات، وفق نظام تقنيٍّ متقدّم لإدارة التوافق بين المتبرعين والمتلقين، إلى جانب خبرة تراكمية واسعة في تنفيذ عمليات زراعة الأعضاء، وفق معايير دقيقة، وفي مدى زمني قصير.

تُعدّ الزراعة التبادلية للكُلى نموذجاً مبتكراً، يُتيح التبادل بين أزواج من المتبرعين والمرضى، بحيث يتبرع كلّ شخص بكليته لمريض لا تربطه به صلة قرابة مباشرة، على أن يحصل قريبه على كلية من متبرعٍ آخر، ما يضاعف فرص التوافق، ويمنح الأمل للمرضى الذين يواجهون صعوبات في العثور على متبرعين مناسبين من داخل عائلاتهم، وقد حقق المستشفى التخصصي أمل المرضى المحتاجين بعمليات بلغت 500 عملية زراعة كُلى تبادلية.

كما نجح في إجراء أكثر من (5,000) عملية زراعة كُلى منذ عام 1981م، ليكون ضمن النخبة المحدودة من المراكز الصحيّة المتقدمة حول العالم.

كذلك أجرى «التخصّصي» (80) عملية زراعة كُلى للأطفال، وهو أكبر عدد يتمّ تسجيله في عام واحد على مستوى العالم.

وقفت البشرية انبهاراً في العام 1954م

حين تم إجراء أوّل عملية جراحية لزراعة كلية بين توأمين متطابقين في الولايات المتحدة الأمريكية، على يد الجراح جوزيف مواري، وكان فتحاً في عالم الطب، وتقدماً جرئيّاً في تخصّص زراعة الأعضاء، متجاوزاً الطب النظري إلى التطبيق العملي، أثبتت تلك العملية النّوعية إمكانية زرع الأعضاء بين البشر، وفتحت الباب أمام تطوّر زراعة الأعضاء لتصبح حلّاً ناجعاً أمام الأمراض المزمنة.

مضت مسيرة زراعة الكُلى في تطوّر مضطرد، بلغت مرحلة مبشرة عندما تم تطوير أدوية مثبطة للمناعة، تساعد على منع رفض الجسم للعضو المزروع، فأصبحت عمليات زراعة الأعضاء تجرى بين أفراد غير متطابقين وراثياً، بما فتح المجال أمام زراعة أعضاء أخرى مثل الكبد والقلب والرئة والبنكرياس وغيرها.

ويحسب للمملكة العربية السعودية أنها كانت سبّاقة في هذا المجال، بل ومتقدمة فيه، فتحوّلت زراعة الأعضاء إلى ممارسة طبية راسخة، مدعومة بأنظمة متكاملة للتبرع، والنقل والمتابعة، وتحت إشراف أخلاقي وقانوني صارم، وعمل مستشفى الملك فيصل التخصصي على تطوير هذا الجانب من زراعة الأعضاء، مستهدياً بنور «الرؤية»، فشهد «التخصصي» نقلة نوعية في هذا المضمار، وفتح آفاقاً جديدة لزراعة الأعضاء، مثل الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، والزراعة من الخلايا الجذعية، وتطوير أعضاء صناعية ذكية.

تم إدخال الروبوتات والذكاء الاصطناعي في الجراحات الدقيقة المعقدة، واستخدمت هذه التقنية الفريدة في الزراعات معززة بذلك الخبرات البشرية، ومسخّرة تطورها المذهل لصالح المرضى، لتحجز بذلك مقعدها في الصدارة ضمن العشرة الأوائل على المستوى العالمي، محققة أرقاماً عالية في مجال زراعة القلب، حيث أجرت (387) عملية مع استخدام جهاز حفظ الأعضاء «ترانس ميدكس»، وبلغت عمليات زراعة نخاع العظم (6,537) عملية، بجانب زراعة (236) رئة، كبرنامج وحيد في العالم العربي، وزراعة (54) بنكرياس، وكذلك زراعة (1608) كبد بنسب نجاح عالية خلال العام الفارط.

كما أصبحت المملكة الثالثة عالمياً من حيث نسب التبرع بالأعضاء من الأحياء، كما يملك «التخصّصي» بنكاً للعظام بلغ رصيده من الرقع العظمية (2,374) رقعة لتقديم خدماته للمحتاجين.

كما سجل «التخصصي» إنجازاً عالمياً فريداً تمثّل في إجراء أول عملية زراعة كبد كاملة باستخدام الروبوت، دون تدخّل بشري من بدايتها وحتى النهاية، فضلاً عن إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة بالروبوت في العالم، بما يمثّل تحوّلاً نوعياً في الممارسات الجراحية للزراعة.

إن الشواهد على تميّز «التخصّصي» في ظل «الرؤية» تضيق عنها هذه المساحة، بحيث لا يمكن سرد كل عمليات نقل الأعضاء التى تمّت في المستشفى التخصصي كمحصلة طبيعية، وثمرة منتظرة من غراس «الرؤية» الجني. فهي بحق رؤية صدق أبدعتها عبقرية أمير ملهم، أخرج بها وطنه من محابس الانغلاق والنمطية، وفجّر طاقاته الكامنة، ورسم فجره الأبلج، وحلّق به في آفاق متراحبة، فكان الإنجاز أوّل أمره دهشة، وأوسط وعيه فخاراً، ومنطلق مسيرته زهواً باقتدار، وصعوداً في المراقي بنهم وشغف وإدراك. وهذا ما وعاه ربان «التخصّصي» معالي الدكتور ماجد الفياض، الذي وضعت على كاهله مثاقيل الثقة الغالية، فنهض بها نهوض عازم ومقتدر، فأنجز فرضه، وقدّم عطاءه، وأثبت حضوره، فاستحقّ بذلك شرف التكليف بإكليل الثقة العزيزة، وأثبت معرفة وثيقة بأهداف «الرؤية» ومستهدفاتها.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى