أخبار العالم

المنتخب ليس ناديك..! – أخبار السعودية – كورا نيو



ما يحدث اليوم في ساحتنا الرياضية لم يعد مجرد جدل بين جماهير أو اختلاف في الآراء، بل تحول إلى حالة احتقان خطيرة تمزق المشهد الرياضي وتشوّه روح المنافسة. الإعلام الرياضي، الذي يُفترض أن يكون أداة توعية وبناء، أصبح في بعض برامجه وقنواته وقوداً لهذا الانقسام، يغذي التعصب ويزرع الشك في كل نجاح وطني.
نعم، نحن أمام ظاهرة غير مسبوقة؛ منتخبات العالم تتوحد جماهيرها خلف علم واحد، بينما يتعرض منتخبنا أحياناً للتشكيك والتجييش فقط لأن بعض لاعبيه لا ينتمون لأندية معينة… هذا الانحراف في الولاء تجاوز حدود المنطق والمعقول، حتى بات بيننا من لا يريد للمنتخب أن يتأهل لمجرد خصومة نادٍ!
أي عبث هذا الذي يجعل الانتماء للأندية أقوى من الانتماء للوطن؟
تشير تقارير المرصد الإعلامي الرياضي إلى أن أكثر من 60٪ من الشكاوى خلال عام 2024 تعود إلى تجاوزات في البرامج الرياضية، منها إساءات وتحريض على الكراهية بين الجماهير. كما رصدت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أكثر من 120 مخالفة إعلامية في العام نفسه، معظمها تتعلق بخطاب متعصب ضد لاعبين أو مدربين أو إدارات الأندية… هذا الانحدار لا يمكن فصله عن إخفاقات المنتخب المتكررة، لأن البيئة التي تسمح بتخوين لاعب وشيطنة آخر، هي نفسها التي تضعف روح الفريق وتكسر ثقة الجماهير.
نحن اليوم نحتاج إلى وقفة جادة، فصمت المسؤولين والإعلاميين الواعين عن هذا المشهد يزيد الفجوة ويعمّق الشرخ… فلا أحد يطلب كتم الحماس أو تكميم الآراء، بل إعادة تعريف الانتماء: أن تشجع ناديك بكل قوة، لكن حين يرتدي اللاعب شعار المنتخب، فهو يمثلنا جميعاً.
الكرة السعودية اليوم في أوج مجدها استثمارياً وتنظيمياً، لكن هذا الوهج لا يكتمل إلا بإعلام ناضج وجماهير تعي أن المنافسة تنتهي عند صافرة الحكم، وأن المنتخب فوق الجميع. الإصلاح يبدأ بالكلمة، فكما أسقط الإعلام الثقة يمكنه أن يعيدها — متى ما استعاد وعيه بأن الوطن ليس نادياً، والمنتخب ليس طرفاً في معركة تعصب، بل رمزٌ لوحدة لا تحتمل الانقسام.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى