اليوم التالي في إسرائيل – أخبار السعودية – كورا نيو

في غزة حيث خرجت الشرارة الأولى في 7 أكتوبر 2023، وانطلقت إلى عدة ساحات في المنطقة، قبل أن نصل إلى اجتماع شرم الشيخ منتصف الشهر الجاري، وهو الاتفاق الذي عقد برئاسة مصرية أمريكية، وبرعاية عدة دول لحل سياسي لأزمة غزة.
وكم كان الوصول إلى هذا الاتفاق صعباً، خاصة أن السابع من أكتوبر غيّر شكل المنطقة كما ذكر توم باراك مبعوث الرئيس الأمريكي في إحدى مقابلاته وهذا أمر دقيق، فهي الحرب الأطول تاريخياً، كما شهدت أيضاً تغييراً في قواعد الاشتباك بشكل لم يكن أحد يتوقّعه، من تصفية قيادات حزب الله، مروراً بمهاجمة إيران وتصفية قيادات نووية وعسكرية، وصولاً للاعتداء على الدوحة.
والمشترك بين الوقف الجدي للنزاع في غزة وخطة العشرين بنداً لاستقرار مستدام من جهة، وتوقف الصراع الإسرائيلي الإيراني من جهة أخرى، هو حزم الرئيس ترمب في وضع حد للصراعات، وهو ما لا يعني بطبيعة الحال تغيّر الموقف من إسرائيل، بقدر ما يعني براغماتية من إدارة ترمب نحو دعم عملية السلام في المنطقة والذي يوجب التوقف عن إطلاق يد إسرائيل، ويتماشى مع النسق الذي تتبعه إدارة ترمب ومن أمثلته الحالية اتفاق السلام بين تايلند وكمبوديا.
وقد تناولت العديد من التحليلات مستقبل غزة وإدارة الحكم فيها، ومستقبل حماس وهل ستسلم سلاحها، أم ستنكفئ تحت الأرض كعادة التيار الإسلامي السياسي حتى تعيد ترتيب صفوفها، على شاكلة سردية حزب الله غير المعلنة صراحة في لبنان، مروراً بأي دول ستشارك في قوات حفظ السلام في غزة أو ما تسمى قوات استقرار دولية مؤقتة، وإن كانت منطقتنا كل مؤقت فيها دائم.
لكن بالنظر إلى الوجه الآخر للعملة، كيف تنظر إسرائيل لليوم الثاني بعد وقف إطلاق النار في غزة على المستوى الأمني لا السياسي، فهناك المعطى الأمريكي حيث تدير الولايات المتحدة مركز التنسيق في «كريات غات» جنوب إسرائيل، والذي يسمح لها بمراقبة الوضع في غزة بشكل مستقل، والذهاب أبعد من ذلك عبر لجم التدخل العسكري الإسرائيلي في غزة، وهو ما يرتبط بكابوس أكبر لإسرائيل حاولت تجنّبه لعقود، وهو تدويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويضاف إليه الجزء الثاني من الكابوس وهو النجاح السعودي الفرنسي في تدويل قضية الاعتراف بحل الدولتين والحصول على اعترافات غير مسبوقة على مستوى العالم.
وبالطبع توجّه الولايات المتحدة رسائل واضحة عبر زيارات مسؤولي الإدارة، للتأكيد على أن العودة للحرب غير مطروحة، وذلك عبر جسر جوي انطلق من كوشنير-ويتكوف، مروراً بنائب الرئيس دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ولن ينتهي بالزيارة المرتقبة لمورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الخاص بالشرق الأوسط، لكن الرسائل أيضاً شملت رفضاً حاداً لمناقشة الكنيست لمشروع ضم الضفة الغربية.
المعطى الثاني هو الدول التي ستتمثل في قوات الاستقرار في غزة، حيث عبّر نتنياهو بتلميح يشبه التصريح عن رفضه التام لمشاركة قوات تركية، والهواجس الإسرائيلية تختلف عن بعض الهواجس العربية، حيث إن الهواجس الإسرائيلية تنظر إلى قوات تركية في غزة كفرع للمشكلة، بينما أصلها في سوريا حيث تتوجّس من نظامها الجديد، برغم قنوات التواصل بين دمشق وتل أبيب القائمة حالياً.
ولا تمثّل تركيا مشكلة لإسرائيل بالنظر على مستوى فرضية ملئها للفراغ الخارجي، بل الأخطر بالنسبة لها هذا الدعم والإشادة المستمران من الرئيس ترمب لنظيره أردوغان، وإحدى تلكم الشهادات كانت في المكتب البيضاوي وبحضور نتنياهو، وهو ما يعني تأطيراً لقواعد الاشتباك بين الطرفين.
تركيا لديها الكثير من المصالح الاقتصادية المشتركة مع إسرائيل، لكن لديهما أيضاً التنافس في الطموح والغاز والملاحة البحرية، وسيكون لافتاً مشاهدة إدارة الخلافات والمشتركات في حلبة يختلف فيها اليوم حكم النزال.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات



